خطبة فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي بجامع الإمام 18 أكتوبر:
فضل الله ونعمة الإسلام: خطبة الشيخ د. محمد حسن المريخي بجامع الإمام 18 أكتوبر
فضل الله على عباده:
- في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، أوضح فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي أن الفضل يشمل المال والنعم والرحمة والعافية وزيادة الخير.
- يُشعر الفضل الإنسان بالراحة ويُشرح صدره، وهو نعمة ينعم بها المسلم.
- أعظم فضل هو فضل الله رب العالمين، كما قال تعالى: "والله ذو الفضل العظيم".
- كم يتطلع المُخلصون لفضل ربهم ومنته ورحمته، وكم يطلبون منه فضله!
- يملك الله الفضل، فهو خالقنا ورازقنا.
- أعظم فضل الله علينا هو دين الإسلام الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم، الدين الحنيف الذي هو أعظم الفضل وأرفعه.
- أكرم الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بإرساله، وأكرم من تبعه وأسبغ عليهم النعم ظاهرة وباطنة.
- وعدهم الله بالنصر والتمكين في الأرض، والنّجاة والفوز في الآخرة بعد رحمته عز وجل.
- فضل الله عظيم، يُعطيه لمن يشاء من عباده.
- فضل الدين أعظم من كل العوافي، لأن عافية الدين هي أم العوافي، فهو أفضل من عافية البدن وسعة الرزق، وغير ذلك من النعم الدنيوية.
- لا أعظم من نعمة الدين، التي هي مادة الفوز والسعادة الأبدية.
- وجه الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ليوجه المؤمنين ليعتنوا بفضل الله عليهم بالدين الحنيف، والهداية إلى الصراط المستقيم، وليقوموا به، ويعملوا بشرائعه ولا يهملوه، ولا ينشغلوا عنه بالدنيا وزخارفها.
- قال تعالى: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".
- يُشكل الهداية للدين والعمل به، ومنة الإيمان، وتوحيد ربهم ومحبته ومعرفته خير مما يجمعون من متاع الدنيا الذي يتسابق إليه الغفلون ويتقاتل عليه الخاسرون.
فضل الدين على الفرد والمجتمع:
- نوه الشيخ محمد المريخي بأن الفضل، فضل رباني ونعمة عظمى لا يغفل عنها إلا من سفه نفسه.
- العمل بالدين هداية إلى الصراط المستقيم وفيه سعادة الدارين.
- نسيان الدين والانشغال بالدنيا سبيل الخاسرين واتباع للشياطين.
- قال تعالى مبينا مقام فضله بالدين: "فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين".
- فلولا هداية الله لكم إلى الدين الحنيف، واتباع القرآن والرسول لاستحققتم العذاب والغضب، ولكنتم من الخاسرين.
- فليفرحوا بفضل الله ربهم عليهم، واحمدوه واعملوا.
- نجّاكم الله وأنقذكم، ويقول الله تعالى: "ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا".
- وفقكم الله وأدبكم وعلمكم ما لم تكونوا تعلمون.
- لولاه جل وعلا لاجتالتكم الشياطين.
- الإسلام والقرآن والإيمان عصمة من الشيطان الرجيم، واعتصام بالرحمن.
- وجه الله تعالى عباده ليسألوه المزيد من هذا الفضل العظيم، فقال: "واسألوا الله من فضله".
- اسألوه المزيد من إحسانه، وإنعامه من أمور الدنيا والآخرة.
- الفضل بيده عز وجل يؤتيه ويهبه لمن يشاء من عباده.
فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته:
- يأتي فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته الذي كان سببا في نجاتها ورفعتها وتقدمها.
- به صلى الله عليه وسلم بعد إذن الله عز وجل تقدمت الأمة، وسبقت الأمم.
- أقام الله تعالى الأمة شاهدة على الناس، "لتكونوا شهداء على الناس".
- شهد الله تعالى لها بأنها خير أمة خلقت، "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".
- أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرجاتهم في الآخرة، ورفعتهم على الأمم، فقال صلى الله عليه وسلم: "أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله".
- وقال عليه الصلاة والسلام: "أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون صفا لهذه الأمة وأربعون لسائر الأمم".
- علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة أن تسأل ربها في كثير من توجيهاته وإرشاداته، كقوله عليه الصلاة والسلام: "سلو الله العفو والعافية".
- وقوله عليه الصلاة والسلام في دعائه: "اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت".
- وفي دعائه أيضا: "اللهم إني أسألك من فضلك".
- كان الله تعالى قد قال له: "وكان فضل الله عليك عظيما".
- حث رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة على التفضل بالإفضال على بعضهم البعض.
- بفضل تبنى المودات وترمم المجتمعات وتؤسس عليه القرابات وتعزز الصلات.
- الفضل من مكارم الأخلاق وكمال الأدب والرحمة.
- لا ينسى الفضل، ولا يعدم بين الناس، لأنه مودة وألفة.
- يقول أبو سعيد الخضري رضي الله عنه: بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صل الله عليه وسلم من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له، فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل".
أهل الفضل:
- المتفضلون بأفضالهم على إخوانهم مباركون عرفوا نعمة الله عليهم وشكروها، فتفضلوا بها.
- أهل الفضل، يتميزون في المجتمعات بعطاءاتهم وأخلاقهم، ومعاوناتهم.
- أهل الفضل يتميزون بشعورهم النبيلة، وكرمهم الكبير.
- "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".
- "خير الناس أنفعهم للناس".
- أهل الفضل لا يظلمون الناس ولا يحسدونهم، ولكن يفرحون لهم ويسعون في قضاء حوائجهم.
- إنهم أمان للمجتمعات وللأرض بعد إذن الله عز وجل، "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".
- لا ينكر فضل أهل الفضل إلا الجاحدون الحاقدون الجاهلون.
فضائل أهل الفضل:
- لفضل الله ورسوله، أهلون مختصون به، يعمرون به حسيا ومعنويا، يصلحون ويرممون، يبنون ويعطون الآمال.
- يجبرون الخواطر، ويطردون اليأس والضوائق، ويدخلون السرور على إخوانهم المعوزين.
- يقول صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، تكشف به الكربة، أو تقضي به دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا -يعني مسجده صلى الله عليه وسلم- ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام".
أمثلة لأهل الفضل:
- أهل الفضل هم الوالدان والأرحام وولاة الأمر والعلماء الربانيون وطلبة العلم الموفقون وأقوام موفقون حبب الله إليهم الخير والسعي في حوائج الناس يريدون وجه الله، والأصدقاء،والخلان، وذوو الشيم والمروات.
- يقول صلى الله عليه وسلم: "من صنع إليكم معروفا، فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعو الله له حتى ترون أنكم قد كافأتموه".
صاحب الفضل:
- صاحب الفضل لا يقع، وإذا وقع لا ينكسر.
- الاعتراف بالفضل خلق رفيع تعرفه النفوس الكريمة، وتنكره الطبائع اللئيمة.
- صاحب الأفضال لون بهي من ألوان الحياة الهانئة المستقرة.
- صاحب الأفضال لون بهي من أجمل ألوان المجتمع.
- بدونه سيبقى الحال كئيبا، والأوقات قاتمة.
- مكفهرة لا طعم لها ولا ذوق، وعندئذ سيتساوى الطيب والرديء والشجاع والجبان والجواد والبخيل، ولن يكون للجمال ولا للجلال فائدة، ولن تعرف معادن الرجال.
من ينكر الفضل؟:
- أسوأ الناس من لا يجد الفضل عنده مكانا، ولا خانة.
- البخيل الذليل الذي لا يمد يده إلا للمصالح والمنافع والشهوات الشخصية والأغراض الذاتية.
- الذين لا يعيرون إخوانهم إهتماما ولا التفاتا.
إسناد الفضل لأهله:
- إسناد الفضل لأهله ديانة ورفعة وشيمة ومروة وخلق معتبر.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر خديجة رضي الله عنها، وكان إذا ذبح الشاة قال اذهبوا بها إلى صديقات خديجة.
- تقول عائشة رضي الله عنها فغضبت من كثرة ما يذكرها، أو قالت فغرت من كثرة ما يذكر النبي صلى الله عليه وسلم خديجة، فقال صلى الله عليه وسلم إني رزقت حبها.
- كان يعترف بفضلها عليه بعد ربه جل وعلا، يقول آمنت بي إذ كذبني الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها الولد..
- كان صلى الله عليم وسلم يكثر من ذكرها وفضلها يقول إنها كانت وكانت رضي الله عنها، واستأذنت هالة رضي الله عنها أخت خديجة للدخول عليه صلى الله عليم وسلم فعرف استئذان خديجة وقال اللهم هالة، وقالت له عاشة ذات مرة من غيرتها قد أبدلك الله بخير منها فقال ما أبدلني الله خيرا منها.
- كان صلى الله عليم وسلم يحفظ الجميل والفضل بعد الله تعالى لأصحابه، ويعترف بفضلهم، يقول "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".
- ويقول هل أنتم تاركوا لي صاحبي، يعني أبا بكر.
- وقد أغضبه عمر رضي الله عنه وكان يخص الأنصار بشيء من الذكر الحسن، والفضل، يقول لهم ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صل الله عليه وسلم في رحالكم، ويقول لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار.
الاعتراف بالفضل:
- الاعتراف بالفضل هو الإقرار بفضل الله تعالى بفضل من يصدر منه الفضل دون جحود أو نسيان.
- جحودا يقمض الحق، أو نسيان يستر الإحسان.
- الاعتراف بفضل أهل الفضل وردة سقيت بماء العيون، فازدانت وتعطرت وتجملت أملا في شكر جميل صاحب الصنائع.
- الاعتراف بصاحب الفضل الأول وهو الله سبحانه وتعالى، بالإعتراف العملي بدينه، والتأكيد على توحيده، ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والاعتراف بسائر نعمه وشكرها.
- أما المنكرون للفضل وأهله وحقه، فهم متمردون، مارقون، جاحدون، عميان، لا يبصرون.
- كثير هم الذين ينكرون الفضل ويرفضون إسناده لأهله، وينسون المعروف.
- وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الخراب القلبي، والهدم النفسي، وضعف وقلة الإيمان، وذهاب الأخلاق.
فضل ولاة الأمر:
- مما أفاء الله علينا في بلادنا هذه بفضل الله، ومنته أن حبانا بولاة أمرنا، نحبهم ويحبوننا، وندعو الله لهم، ويدعون لنا.
- يسعون دائما لسعادة المواطن وتوحيد الصف وتوفير العيش والحياة الهنيئة له، وتجنيبه الشرور والمكدرات.
- يسعون لتوفير الراحة الحسية والمعنوية، وسرورهم حفظهم الله بنجاحات المواطن وسالمته وبلوغه المراتب الرفيعة والتوجهات القديرة المشرفة.
- من تمام فضل الله علينا التقارب الكبير والمبارك بين ولاة الأمر والمواطن وصدق المحبة وإخلاص الولاء.
حفظ الفضل:
- حثكم ربكم جل وعلا على كبير النصح فقال سبحانه: "ولا تنسوا الفضل بينكم".
- لا تسركم ارض ولا ديار تخلو من وجود الفضل بين أهلها، فلا تنسوا الفضل بينكم، فإنه بنيان للنفوس رصين وإعمار للقلوب كبير.
- إذهاب للشحناء، وطرد للأضغان، فلا تنسوا الفضل بينكم في كل شؤونكم وأموركم.
- أعينوا وساعدوا، وتفضلوا وواسوا في الحوائج، واسعوا في قضاء حوائج إخوانكم في تفريج الهموم، وتنفيس الكروب، وشفاء المرضى.
- هداية الضلال، ورزق المحرومين، وإذهاب الأحزان، ولا تنسوا الفضل بينكم.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً