خطيب المسجد النبوي: القلب لم يكن أن يتّسع للشيء وضده
خطبة جمعة إمام وخطيب المسجد النبوي: تزكية النفوس وقوة الإيمان طريق السعادة
في خطبة الجمعة، حث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، المؤمنين على تقوى الله في السر والعلن، مشددًا على أهمية ذكر الله بكثرة. أكد الشيخ أن للقلوب زكاة ونماء، كالأبدان، تحتاج إلى تغذية ودواء. فمن اتقى الشرك ونقّى قلبه من أوساخ البدع والذنوب، فقد أفلح وتزكى.
كما أشار الشيخ إلى أن الله سبحانه وتعالى أقسم على فلاح من زكى نفسه وخيبة من دنسها، مستشهدًا بقوله جلّ جلاله: "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا".
أهمية صلاح القلب في الإسلام
أوضح الشيخ بن حميد مكانة القلب من سائر الجسد، مشددًا على أهمية إخلاص العمل والعبادة لله سبحانه وتعالى، وأن صلاح القلب هو مفتاح صلاح جميع الأعمال. فبالقلب الصالح، يصلح العمل كله، وبفساده يخيب سائر العمل.
طريق الفلاح في الدنيا والآخرة
أشار الشيخ بن حميد إلى أن الناس يوم القيامة صنفان: أهل إجرام وتدسية أو أهل فلاح وتزكية. فلا زكاة ولا فلاح إلا بفضل الله سبحانه وتعالى، كما ورد في قوله: "ولو لا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد أبداً ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم".
أهمية ذكر الله ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
حدد الشيخ العروة الوثقى والوسيلة العظمى في توحيد المحبة والخضوع، وصلاة القنوت والخشوع، ولسان رطب من ذكر الله، ومحبة واتباع وتعزير وتوقير لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، موضحًا أن القلب إذا امتلأ بشيء ضاق عن غيره، وأن الغلبة للكثرة.
القلوب آنية الله في الأرض
أوضح الشيخ أن القلوب هي آنية الله في الأرض، وأن أحبها إلى الله أرقّها وأصفاها، وذلك بما يصب فيها من محبة الله ورسوله.
حكم التوفيق بين القلب ونفسه
أكد الشيخ على ضرورة التوفيق بين القلب ونفسه، فمن ترك المأمور شُغل بالمحظور، ومن أنقض ظهره بالأوزار، ضعُف عن الأذكار، ومن أضنى نفسه في الإبداع، زهُد في الاتباع.
أهمية الهمة العالية في الدنيا والآخرة
وأوضح الشيخ أن من علت همته، سلمت من الآفات مهجته، مستشهدًا بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وأَتَتْهُ الدُّنْيَا وهِيَ رَاغِمَةٌ، ومَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، ولَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ".
أثر القلب على محبة العباد
أكد الشيخ أن من أقبل بقلبه إلى ربه، تُقبلُ قلوب العباد إليه، وتتوافق على حبه، مستشهدًا بقول بعض السلف: "ما أقبل عبد على الله بقلبه إلا أقبل الله عز وجل بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم".
ختام الخطبة: صلاح القلب مفتاح صلاح الجوارح
ختم الشيخ خطبته، مؤكدًا أن القلب هو ملك الجوارح وسلطانه، فبصلاحه يصلُحون، وفسادهم بفساده. أكد على أهمية تطهير القلب من الشوائب ليكون مقصود الأعمال ومعقود الآمال، وأن الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طريق لصلاح القلب واللسان والجوارح.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً