دبلوماسية ماكرون في الشرق الأوسط... لهجة حازمة لا تسفر عن نتائج
دبلوماسية ماكرون في الشرق الأوسط: جهودٌ غير مثمرة
حزمٌ يواجهه العجز
تُظهر تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتشددة تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبة باريس في دفع عجلة السلام في الشرق الأوسط، لكنها تُخفي أيضاً شعوراً بالعجز. في الواقع، لا يبدو أن الدبلوماسية الفرنسية قادرة على التأثير بشكل فعّال على الأحداث في المنطقة، على الرغم من جهودها الدؤوبة.
مواقف مُثيرّة للجدل
أثارت مواقف ماكرون، سواء تلك التي نُقلت عنه بشكلٍ غير رسمي أو تلك التي أعلنها علنًا، جدلاً حاداً مع نتنياهو، وقلقًا في صفوف الجالية اليهودية وبعض الأوساط السياسية في فرنسا. ودعا ماكرون إلى "وقف تصدير الأسلحة" المستخدمة في الهجوم الإسرائيلي على غزة ولبنان، الأمر الذي أثار غضب نتنياهو الذي اعتبره "عارًا".
الجدل حول قيام دولة إسرائيل
أثار ماكرون مزيدًا من الجدل بتصريحاته حول قيام دولة إسرائيل. فقد نقلت وسائل إعلام عن ماكرون قوله إن إسرائيل "أنشِئت بقرار من الأمم المتحدة". رد نتنياهو على تلك التصريحات مؤكداً أن إسرائيل نشأت نتيجة "الانتصار" في حرب عام 1948، لا نتيجة قرار أممي. أثارت هذه التصريحات جدلاً كبيراً وغضباً في أوساط المؤسسات اليهودية في فرنسا ولدى بعض الطبقة السياسية، مما دفع ماكرون لاحقًا إلى نفى تلك التصريحات ونعتها بـ"المُحرّفة".
عجز المجتمع الدولي
تُظهر الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط عجز المجتمع الدولي عن وقف التصعيد. يعتقد بعض خبراء الدبلوماسية الفرنسية أن "أدوات الإكراه المتاحة لنا محدودة". يُشير البعض إلى أن إسرائيل "تفعل ما تريد" وأن لا تأثير فعلي لدول أوروبا على سياساتها. يعتقد البعض الآخر أن الدبلوماسية الفرنسية تُعاني من "توترات مجتمعية" نتيجة "النزاع الذي يثير كثيراً من العواطف".
فرصةٌ ضائعة
يُنظر إلى مقتل زعيم حركة "حماس" يحيى السنوار، بعد عام من الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على إسرائيل، على أنه فرصة لوقف الحرب. لكن البعض يرى أن مقتل السنوار أدى إلى خسارة مفاوض على وقف النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وقد يؤدي إلى تعزيز موقف القادة الإسرائيليين الأكثر تشدداً، في خططهم الرامية إلى إعادة تحديد التوازن في الشرق الأوسط بالقوة.
حدودُ النفوذ
تُدرك فرنسا حدود نفوذها في الشرق الأوسط، على الرغم من جهودها الدؤوبة في إطلاق مبادرات وتواصلها مع جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، لبنان، إيران، وحزب الله. لكن عدم تحقيق نتائج ملموسة لهذه الجهود يظهر أن حدودها واضحة.
مواقفٌ متناقضة
تُظهر الدبلوماسية الفرنسية مواقفَ متناقضة في تعاملها مع الأزمة في الشرق الأوسط. فمن جهة، تُصر على ضرورة "وقف تصدير الأسلحة"، ومن جهة أخرى، تُؤكد على "دورها النشط في الشرق الأوسط"، بينما تُعاني في الواقع من ضعف النفوذ وعدم قدرتها على التأثير بشكل فعّال على الأحداث.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً