دراسة: القيادات النسائية العمانية تتبنى أساليب أكثر فعالية في بيئة العمل
القيادات النسائية العُمانية: أساليب قيادة فعّالة ودور رائد في بيئة العمل
إنجازات متميزة وتحديات مستمرة
تُظهر دراسة حديثة أجرتها شركة "ذا كونسلتانتس إم إي إيه" بالتعاون مع "قودي" - منصة متخصصة في تمكين ودعم القيادات النسائية في الشرق الأوسط - الإنجازات المميزة التي حققتها المرأة العُمانية في مختلف المجالات. وقد سلطت الدراسة الضوء على التحولات الإيجابية نحو تقليص الفجوة بين الجنسين في المنطقة، مما يشير إلى دور هام للمرأة في قيادة التغيير والتطوير.
وتُظهر النتائج أن القيادات النسائية العُمانية يتمتعن بشخصية قيادية واثقة وملتزمات بتعزيز بيئة عمل حاضنة تدعم صانعات القرار والقائدات ورائدات الأعمال والمستثمرات. وتستفدن من الفرص التعليمية والقيادية لتعزيز مسيرتهن المهنية نحو آفاق جديدة، مما يجعلهن قدوة ملهمة للآخرين.
وتواصل المرأة العُمانية تحقيق إنجازات مبهرة في التعليم العالي، حيث بلغ معدل التحاقهن بالجامعات 57٪. ومع ذلك، لا تزال المرأة تواجه تحديات مثل التحيز ضدها ونقص التمثيل في قطاعات مثل البنوك والتمويل. وعلى الرغم من هذه العقبات، تُظهر عزيمة المرأة العُمانية بوضوح في قصص نجاح رائدات الأعمال اللواتي يديرن أكثر من 32,000 شركة صغيرة ومتوسطة في عُمان، مما يعكس قوتهن وتأثيرهن.
دور المرأة في قيادة المستقبل
من جهة أخرى، تتوقع شركة "نيلسن" أن تستحوذ النساء على 75٪ من حجم الإنفاق التقديري بحلول عام 2028، مما يجعلهن من أهم القوى المؤثرة عالميًا. تُظهر هذه التوقعات أهمية تمكين المرأة في القيادة لتعزيز الابتكار وتحقيق النمو المستدام في المؤسسات.
وصرحت ماريز عساف، الرئيسة التنفيذية المؤسِسة لمنصة "قودي": "لقد أضحى تمكين المرأة في القيادة أمرًا ضروريًا لتعزيز الابتكار وتحقيق النمو المستدام في مؤسساتنا، فقد كشفت لنا الأزمات مرارًا وتكرارًا أن النساء في مواقع القيادة يكنّ أكثر تأثيرًا وتفاعلًا، لذلك، يجب علينا العمل على ترجمة ذلك إلى عالم الأعمال ودعم تقدم المرأة أكثر من أي وقت مضى، ورغم أن الطريق لا يزال طويلًا، فإن إمكانات تحول القيادة هائلة وتستحق منا بذل كل الجهد."
تبني أساليب قيادة فعّالة
أظهر البحث الذي أجرته "قودي" بالتعاون مع "ذا كونسلتانتس أم إي إيه" أن 87٪ من القيادات النسائية بادرن بإجراء تغييرات هيكلية في بيئة العمل لتصبح أكثر دعمًا للنساء في المناصب الإدارية. تُعكس هذه الخطوات الجريئة التزامًا فعليًا بمعالجة قضايا الشمولية وتعزيز المساواة بين الجنسين في المؤسسات.
وتسعى المرأة العُمانية ليس فقط لتحقيق النجاح الفردي، بل للمساهمة في بناء مستقبل أكثر شمولًا للجميع. وتُظهر إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن النساء تشكلن 47٪ من القوى العاملة في القطاع العام، بينما لا تتجاوز نسبة تمثيلهن في المناصب الإدارية في القطاع الخاص 11.1٪. مما يبرز الحاجة إلى مواصلة الجهود لسد هذه الفجوات وفتح آفاق أوسع لتمكين المرأة من تولي مناصب قيادية في القطاع الخاص.
التحديات المستقبلية
ورغم هذا التقدم الملحوظ، إلا أنه لا يزال هناك مجال للتحسين. هناك حاجة لإجراء مزيد من البحث والدراسة للوقوف على العوائق المحتملة التي تحول دون تنفيذ الممارسات الشاملة.
وصرحت نجلاء بنت زهير الجمالي، الرئيس التنفيذي لقطاع الطاقة البديلة في "شركة أوكيو": "يجب أن تتكيف بيئات العمل مع احتياجات المرأة التي تواجه تحديين متوازيين أولهما تطوير مسيرتها المهنية وثانيهما الحفاظ على حياتها الأسرية. وعلى بيئة العمل الناجحة أن تمكّنها من تحقيق هذا التوازن بسلاسة، دون الحاجة إلى التضحية بأي من الجانبين."
وتُظهر الدراسات أن القيادات النسائية تتبنى أساليب قيادة أكثر واقعية وفعالية، حيث تركز هذه القيادات على خلق بيئة عمل تُقدّر الإنجاز المهني وتكافئه بإنصاف، مع توفير الدعم اللازم لتحقيق توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية. وتُظهر الدراسات أيضًا أن الشركات التي تتمتع بتمثيل أكبر للنساء في المناصب القيادية العليا تحقق أداءً أفضل.
خاتمة
تُظهر الدراسة أهمية دور المرأة في قيادة التغيير والتطوير في بيئة العمل، وتعزيز دورها في بناء مستقبل مستدام للجميع. وتؤكد على ضرورة العمل على إزالة العقبات وتحقيق المساواة بين الجنسين لضمان مشاركة المرأة بشكل فعّال في مختلف المجالات.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً