دراسة حديثة تكشف سر حب البشر للنشويات
سر عشقنا للنشويات: رحلة جينية عبر آلاف السنين
هل تساءلت يومًا عن سبب شعورك بالرغبة الشديدة في تناول النشويات، مهما حاولت مقاومتها؟
قد يكون الجواب يكمن في الحمض النووي الخاص بك! لقد أثبتت دراسات علمية حديثة أن الجين المسؤول عن هضم النشويات، جين الأميليز (AMY1)، قد تطور بشكل كبير في جسم الإنسان خلال آلاف السنين، ليُساعدنا على استهلاك كميات أكبر من النشويات بشكل فعال.
كيف ساعدت هذه التغيرات الجينية في تشكيل عاداتنا الغذائية؟
- زيادة قدرة الهضم: أدت زيادة عدد نسخ جين الأميليز إلى زيادة كمية إنزيم الأميليز الذي ينتجه الجسم. يعمل هذا الإنزيم على تحويل النشويات المعقدة إلى سكريات بسيطة يمكن للجسم امتصاصها بسهولة، وهذا ما يجعلنا نشعر بالشبع بعد تناول وجبات غنية بالنشويات.
- التكيف مع الأنظمة الغذائية: تُشير الدراسات إلى أن هذه التغيرات الجينية قد حدثت قبل ظهور الزراعة، مما يُشير إلى أن الإنسان القديم ربما كان يتناول كميات كبيرة من النشويات من مصادر طبيعية مثل البذور والفواكه والدرنات.
- مذاق شهي: منذ زمن طويل، تعلم الإنسان أن النشويات تُعطي الطعام مذاقًا لذيذًا، وذلك بفضل دور إنزيم الأميليز في منح الخبز طعمه المميز.
تطور جين الأميليز:
- تم تحليل الحمض النووي لـ 68 إنسانًا قديمًا، ووجد الباحثون أن الإنسان القديم كان لديه ما بين أربعة إلى ثمانية نسخ من جين الأميليز، حتى قبل بدء الزراعة.
- توصل الباحثون إلى أن جين الأميليز قد تطور في جسم الإنسان قبل أكثر من 800,000 عام.
- تُظهر النتائج كيف تكيف الجسم البشري مع الأنظمة الغذائية المتنوعة و ارتفاع استهلاك النشويات مع مرور الوقت.
أهمية هذه الاكتشافات:
- تفتح هذه الدراسات بابًا جديدًا لفهم علاقة الجينات و التغذية و الصحة و كيفية عملية الهضم و إنتاج الطاقة في الجسم.
- تُقدم فهمًا أعمق لتاريخ التطور البشري و علاقتنا بالغذاء المتنوع طوال العصور.
في الختام، إن حبنا للنشويات ليست مجرد رغبة شخصية بل أمر مرتبط بجذورنا الجينية التي تشكلت على مدى آلاف السنين. الآن، يمكن أن نستفيد من هذه المعرفة لنتخذ قرارات غذائية واعية و نُحافظ على صحة جسمنا.**
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً