روسيا وأمريكا ولعبة النفوذ في السودان في ظل الصراع المسلح!
لعبة النفوذ في السودان: روسيا وأمريكا في ساحة الصراع
صراع على السلطة في السودان
يشهد السودان صراعًا على السلطة بين قوات الدعم السريع والجيش منذ 15 أبريل 2023، مما أدى إلى تحويل البلد الأفريقي الكبير إلى ساحة صراع بين قوى إقليمية ودولية. وترى العديد من المراقبين أن هذا الصراع ينبع من أطماع هذه القوى في ثروات السودان، أو محاولة تأمين موطئ قدم في هذا البلد الأفريقي المهم، أو تصفية حسابات قديمة.
روسيا: تعزيز النفوذ في البحر الأحمر
تلعب روسيا دورًا متزايدًا في السودان من خلال تعزيز وجودها الأمني والجيوسياسي في البحر الأحمر. حيث تعتبر روسيا البحر الأحمر ممرًا مائيًا حيويًا لها، وتسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال تأمين موطئ قدم على السواحل السودانية. وأكدت مصادر إعلامية سودانية أن روسيا طلبت إقامة محطة للوقود في البحر الأحمر مقابل توفير أسلحة وذخيرة، وأن اتفاقيات بهذا الصدد سيتم توقيعها قريبًا. ويعتبر موقع السودان الجغرافي وموارده الطبيعية الغنية، بما في ذلك المعادن والزراعة، فرصة استثمارية واقتصادية مهمة لروسيا.
الولايات المتحدة: خوف من النفوذ الروسي
أظهرت الولايات المتحدة اهتمامًا واضحًا في السودان من خلال تعيين مبعوث أميركي خاص بشأن السودان، توم بيرييلو، الذي بدأ عمله بزيارة الرياض والقاهرة وأنقرة في سبتمبر الماضي، لمواصلة الجهود الطارئة لإنهاء الحرب الدائرة في السودان والمجاعة الناتجة عنها. وتسعى واشنطن إلى إنهاء النزاع وضمان استقرار المنطقة في ظل تزايد التنافس الدولي على النفوذ في السودان والقرن الأفريقي.
مخاوف من التدخلات الخارجية
أبدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قلقها إزاء تقارير تفيد بوصول شحنات أسلحة من إيران إلى الجيش السوداني، الذي يخوض صراعًا عنيفًا مع قوات الدعم السريع المتهمة بتلقي دعم من روسيا وجهات أخرى. ويرى مراقبون أن تزايد النفوذ الروسي في السودان سيدفع الولايات المتحدة للتحرك أكثر وسد الطريق أمام النفوذ الروسي المتزايد. ويقول مكي المغربي، مستشار في الملف الأمريكي والافريقي بنيويورك، أن "التعاون الروسي والتقارب السوداني الإيراني له تأثير إيجابي لأنه يعكس انفتاح السودان على منافسيه أمريكا في المنطقة."
استراتيجية الضغط
وفي خطوة تهدف إلى تقييد الموارد العسكرية للقوات المسلحة السودانية فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ميرغني إدريس سليمان، المدير العام للصناعات الدفاعية وأحد القادة البارزين في الجيش السوداني. وتتهم الولايات المتحدة إدريس بقيادة جهود مكثفة لتوسيع القدرات العسكرية للجيش، بما في ذلك شراء الطائرات المسيرة من إيران وروسيا، وتبادل الأسلحة مع موسكو مقابل تسهيلات لوجستية. ويرى مراقبون أن هذه العقوبات تأتي في وقت يشتد فيه الضغط الدولي لإنهاء النزاع في السودان، حيث يعاني أكثر من 21 مليون سوداني من نقص حاد في الغذاء، بينما تشرد 11 مليوناً بفعل النزاع.
قضية سرقة الذهب
يُعتبر السودان من أبرز منتجي الذهب في إفريقيا، حيث يحتل المرتبة الثالثة عشرة عالميًا، إذ تبلغ احتياطيات من الذهب حوالي 1550 طنًا. ومع ذلك، كشفت تقارير حديثة، بما في ذلك تقرير شبكة "سي أن أن" الأمريكية، عن قضية خطيرة تتعلق بنهب الذهب السوداني من قِبَل روسيا، التي تستخدمه لتمويل حربها في أوكرانيا.
لعبة النفوذ والتوازنات الدولية
من الواضح أن كلا من الولايات المتحدة وروسيا والصين تبحث عن مصالحها في القارة الأفريقية التي تعاني من ويلات الحروب والصراعات، بل أن القارة أصبحت ساحة للصراع على المستوى الاقتصادي. وطالما انتقد ناشطون مدنيون سودانيون الموقف الامريكي تجاه الأزمة في البلاد، وطالبوا واشنطن بعدم الأكتفاء بفرض عقوبات على قوات الدعم السريع وقيادتها أو على قيادات عسكرية في الجيش، بل بدخول قوات أممية تفصل بين القوات المتحاربة وتحمي المدنيين .
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً