زراعة "اللوبيا" في محافظة ظفار تعزز دخل الأسر الريفية
زراعة اللوبيا في ظفار: إرثٌ زراعيٌ وثقافيٌ 🌾
زراعة اللوبيا: مصدرٌ للرزق والثقافة
تُعد زراعة اللوبيا من أهم الممارسات الزراعية في محافظة ظفار، لا سيما في موسم الخريف. تُعرف اللوبيا محليًا باسم "الدُجر"، وتُزرع من قبل الأسر، وخاصة النساء، في المناطق الجبلية، معتمدين على الأمطار الموسمية التي تُغذي الأرض لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر دون الحاجة إلى الري. تتميز هذه الزراعة بكونها مستدامة وتعتمد بشكل كبير على مياه الأمطار، مما يقلل من الحاجة إلى الموارد المائية الإضافية.
بعد نضوج المحاصيل، يتم حصادها في موسم "الصرب"، وهو موسم الحصاد، ثم يتم استخدامها أو بيعها أو توزيعها على الأقارب والمعارف. تُعتبر زراعة اللوبيا مصدرًا إضافيًا للدخل لبعض الأسر، خاصة تلك التي تمتلك مساحات واسعة لزراعة هذه المحاصيل في الأماكن القريبة من منازلهم، والتي تُعرف باسم "المشنوء" أو "المشديدة".
تاريخٌ عريقٌ يربط بين الماضي والحاضر
في الماضي، كانت زراعة اللوبيا تعتبر المصدر الرئيس للغذاء، خاصةً لأبناء الريف الذين يقطنون في الجبال، حيث يتم حصادها بكميات كبيرة لتلبية الاحتياجات السنوية اللازمة. تُمثل زراعة اللوبيا رمزًا للإرث الزراعي القديم الذي يربط سكان الريف في ظفار بجذورهم، ويزيد من استدامة الزراعة المحلية.
تحدياتٌ تواجه زراعة اللوبيا
ومع مرور الوقت، تواجه زراعة اللوبيا تحديات عديدة، أهمها الحشرات التي تُهدد زراعة هذه المحاصيل. ورغم ذلك، يستمر المزارعون في الحفاظ على زراعة اللوبيا كتقليد عائلي، مؤمنين بأهمية نقل هذا الإرث الزراعي إلى الأجيال القادمة.
دورٌ اقتصاديٌ واجتماعيٌ هام
تُعد زراعة اللوبيا في محافظة ظفار رمزًا للإرث المعرفي والزراعي الذي يعكس عمق ارتباط المجتمع الريفي ببيئته وثقافته. ورغم التطور الذي يشهده القطاع الزراعي، تظل هذه الزراعة التقليدية ذات قيمة اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث تسهم في دعم دخل الأسر الريفية وتعزيز الأمن الغذائي المحلي. مع تضافر جهود الجهات المعنية والمجتمع، يبقى الأمل معقودًا على استمرار هذا الموروث الزراعي الذي يجسد روح التعاون والعطاء بين أفراد المجتمع، ويعزز من استدامة القطاع الزراعي للأجيال القادمة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً