سودانيات في زمن الحرب .. شهادات مؤلمة ومعاناة منسية
مأساة النساء في السودان: شهادات مؤلمة ومعاناة متزايدة
في ظل الحرب الدائرة في السودان، تتزايد المعاناة الإنسانية، وتُظهر الأحداث بشكل مقلق انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، خاصة النساء والفتيات اللواتي يتحملن وطأة العنف والاعتداءات. تشير الشهادات المؤلمة للناجين وتقارير المنظمات الحقوقية إلى مأساة إنسانية تتجاوز حدود الأرقام والإحصائيات، حيث تمس كرامة الإنسان وتستدعي تدخلًا دوليًا عاجلاً لحماية الأبرياء.
شهادات من قلب المعاناة
تروي منار، طالبة جامعية، تجربتها المرعبة أثناء هروبها من السكن الجامعي في الجنينة، حيث تعرضت هي وصديقاتها لهجوم. تقول منار: "رأيت مجموعة من الفتيات المخطوفات داخل سيارة، ووجوههن مغطاة حتى لا يتمكن أحد من التعرف عليهن، وكان الخوف واضحاً عليهن". وتوضح أن الفتيات نقلن إلى سيارة أخرى وتم تبادلهن بعربة، بينما تُركت في منطقة بيضة مع أسرة صديقتها.
"زينب"، طالبة جامعية أخرى، تتحدث عن تجربة مرعبة أخرى: "كنا نقيم في سكن الجامعة الذي كان بمثابة دار إيواء. تعرضت أنا شخصيًا للاغتصاب، وكان عدد الفتيات كبيرًا. وعندما بدأت الاشتباكات تزداد، تمكنا من الخروج، لكننا بعد فترة اكتشفنا أن هناك العديد من حالات الاغتصاب التي حدثت، والكثير من الفتيات ما زالوا في عداد المفقودين".
الانتهاكات تتزايد في ولاية الجزيرة
تؤكد سليمة إسحق، مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، لـ DW أن الانتهاكات الجسيمة مثل الاغتصاب ودفع الفدية والزواج القسري لا تزال مستمرة في ولاية الجزيرة، وتحديداً بعد دخول قوات الدعم السريع إلى المنطقة. تقول سليمة: "سجلت 126 حالة اغتصاب منذ بداية الأحداث الأخيرة، لكن الأعداد تتزايد باستمرار".
وتروي سليمة قصة مروعة عن 17 حالة اغتصاب وقعت في إحدى القرى، بالإضافة إلى حادثة اغتصاب جماعي استهدفت جميع الممرضات في مركز صحي. وتشير إلى أن العديد من النساء في المنطقة يعانين من أوضاع مروعة، مما دفع بعضهن إلى الانتحار بسبب الانتهاكات المستمرة.
انقطاع الاتصالات وغياب المساعدة
يشير مراقبون إلى أن انقطاع الاتصالات في ولاية الجزيرة قد ساهم بشكل كبير في تفاقم الانتهاكات بحق المدنيين. أدى انقطاع الشبكات في العديد من المناطق إلى فقد الأسر القدرة على التواصل مع بعضها البعض أو تلقي المساعدة، مما دفع السكان للاعتماد على أجهزة الأقمار الصناعية لتبادل المعلومات.
نداءات دولية للمساعدة
تُظهر التصريحات الدولية قلقاً متزايدًا إزاء الانتهاكات المستمرة في السودان، وتُعزز من ضرورة التحرك الفوري لحماية المدنيين ودعم جهود التحقيق والمحاسبة. تدعو المنظمات الدولية إلى حماية المدنيين وتقديم الدعم اللازم لهم، خاصة النساء والفتيات، في ظل الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف، مع ضرورة محاسبة الجناة على الجرائم المرتكبة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً