صناعة القهوة في رواندا.. جودة عالمية وأدوار مجتمعية
صناعة القهوة في رواندا: جودة عالمية وأدوار مجتمعية
مزرعة "كيغوفي" نموذجًا للنجاح
في شمال غربي رواندا، في منطقة تتمتع بتضاريس بركانية خلابة، تقع مزرعة "كيغوفي للقهوة"، التي تعد مثالاً صارخًا على نجاح صناعة القهوة في رواندا. تعمل المزرعة على إنتاج قهوة "بوربون" من نوع "أرابيكا"، ويبلغ عدد موظفيها 10 أفراد دائمين و 12 عاملاً مؤقتًا، يزداد عددهم خلال مواسم الحصاد. تنتج المزرعة ما بين 5 إلى 10 أطنان من القهوة سنويًا، وتسعى إلى التوسع في المستقبل.
ممارسات زراعية مستدامة
"كيغوفي" ملتزمة بالممارسات الزراعية المستدامة منذ عام 1999، حيث تسعى إلى تعزيز الزراعة في الظل والزراعة البيئية، وتعمل مع المزارعين الصغار في المنطقة للتوسع في هذه الممارسات. وتحرص المزرعة على إعادة الاستثمار في المنتجات العضوية والمحلية ذات القيمة المضافة.
أدوار مجتمعية
تتعدى مهمة "كيغوفي" إنتاج القهوة لتشمل أدوارًا مجتمعية مهمة، مثل:
- تعزيز الفرص التدريبية لتطوير مهارات المزارعين.
- دعم مهارات المهندسين الزراعيين ومربي النحل.
- تقديم الدعم لعمال رعي الأبقار.
- الترويج لشركات السياحة المحلية التي تنشط في مجالات المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات ومراقبة الطيور والتجديف وصيد الأسماك والينابيع الساخنة.
من المزرعة إلى الأسواق العالمية
من خلال جولة داخل المزرعة، نلاحظ أشجار البن المتناثرة، ملأى بحبات صغيرة خضراء، تنتظر وقت الحصاد لبدء عملية الإنتاج.
- مراحل الإنتاج:
- الإزهار: تزهُر نباتات القهوة في شهري سبتمبر وأكتوبر.
- النضج: تُصبح ثمار القهوة جاهزة للحصاد بين مارس ويوليو.
- الحصاد: يتم جمع الكرز الأحمر، ووزن وفرز عالي الجودة منه وفصله عن غير الناضج أو الناضج أكثر من اللازم أو ذلك الذي به عيوب.
- إزالة القشرة: يتم إزالة القشرة الخارجية من حبة البن.
- الغسل والتخمير: تُغسل حبات البن وتخمر.
- التجفيف: تُجفف حبات البن تحت أشعة الشمس مع تغطية متوفرة في حالة هطول المطر.
- التحميص أو التصدير: تُحمص حبات البن الخضراء أو تُصدّر.
تاريخ القهوة في رواندا
أدخل الألمان القهوة إلى رواندا عام 1904، و تحولت في ثلاثينيات القرن العشرين، تحت الإدارة البلجيكية، إلى نبات للزراعة الجماعية، وتشكّل لاحقًا دورًا رئيسيًا في الاقتصاد الزراعي.
بعد الاستقلال عام 1962، ظلت القهوة محصولًا رئيسيًا للتصدير، لكن التركيز كان على الكمية بدلًا من الجودة، ما أدى إلى تحويل القهوة إلى سلعة أساسية.
تحول نوعي في صناعة القهوة
في عام 2000، شهدت زراعة وصناعة القهوة تحولًا جذريًا مع اعتماد آليات السوق المفتوحة، وتم التركيز على إنتاج القهوة المتخصصة عبر إعادة هيكلة القطاع، وتشجيع و دمج التعاونيات وغيرها من هياكل الدعم المجتمعي الأخرى.
القهوة الرواندية: جودة عالمية
بعد جهود كبيرة، أصبحت القهوة الرواندية معروفة في الأسواق الدولية، و باتت صناعة البن مصدرًا رئيسيًا للدخل للعديد من المزارعين، ومن أهم مصادر النقد الأجنبي في البلاد إلى جانب الشاي.
التركيز على الكيف
تُركز صناعة القهوة في رواندا على الكيف بدلًا من الكم، وتُنتج مزارعها 95% من البن من نوع "بوربون" عالي الجودة. تنتج رواندا سنويًا ما بين 20,000 إلى 22,000 طن من البن، و يتم تصدير حصة الأسد من هذا الإنتاج إلى الأسواق الخارجية.
الأسواق الخارجية
تشمل أنواع القهوة المزروعة في رواندا "كاتورا" و "كاتواي" و "بوربون". تُصدر رواندا قهوتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، و أوروبا، و آسيا، و سويسرا، و المملكة المتحدة، و بلجيكا، و سنغافورة، و دول أخرى.
أهمية القهوة في الاقتصاد الرواندي
تُقدر قيمة صادرات القهوة الرواندية بنحو 93 مليون دولار، و تُشكل جزءًا هامًا من بنية الاقتصاد الرواندي.
الشراكة مع "علي بابا"
في عام 2018، دخلت حكومة رواندا في شراكة مع "علي بابا"، أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في العالم، لتسهيل تداول المنتجات الرواندية في السوق عبر الإنترنت.
مستقبل واعد
تُشير البيانات إلى أن صناعة القهوة في رواندا تتمتع بمستقبل واعد، مع التركيز على الجودة والابتكار والتوسع في الأسواق العالمية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً