طالب الرفاعي: 15 عاما من صخب آلات البناء ولم تثمنِ شغفي بالكتابة
طالب الرفاعي: رحلة إبداعية غنية امتزجت بالمهنة والعشق للقصة
في سياق اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية لعام 2025، اختارت "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" الأديب الكويتي طالب الرفاعي "شخصية العام الثقافية". فقد أثبت الرفاعي منذ سبعينيات القرن الماضي حضورًا إبداعيًا وثقافيًا بارزًا في الكويت والعالم العربي، مما جعله واحدًا من أهم وجوه الثقافة الكويتية الراهنة.
رحلة إبداعية بدأت بالمهنة والانتهت بالعشق للقصة القصيرة
بدأ طالب الرفاعي مشواره مع الكتابة أثناء دراسته في جامعة الكويت في كلية الهندسة والبترول عام 1976، وظهرت أول قصة قصيرة له في جريدة الوطن الكويتية بعنوان "إن شاء الله سليمة" في 17 يناير 1978. ومع هذا التاريخ المبكر، لم يكن طريق الرفاعي مفروشًا بالورود. فبينما كان يعمل مهندسًا مدنيًا لمدة 15 عامًا في مواقع البناء، وسط أصوات وصخب آلات البناء، كان الرفاعي منشغلًا بكتابة قصة قصيرة تصل إلى القارئ، وكتب عن معاناة العمال العرب والأجانب الذين يصارعون الموت بحثًا عن لقمة العيش.
عشق القصة القصيرة والرواية: رحلة طويلة حافلة بالإبداع
اعتبر طالب الرفاعي القصة القصيرة هي عشقه الأول، وحبيبة قلبه، وخلال رحلته الإبداعية، كتب عشرة مجموعات قصصية وثماني روايات. وُلدت روايته الأولى "ظل الشمس" عام 1998، بعد عشرين عامًا من العمل ككاتب قصة قصيرة. وعلى الرغم من تحوله نحو الرواية، بقي الرفاعي مخلصًا لعشقه للقصة القصيرة، مما دفعه إلى تأسيس "جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية" عام 2015. وقد تُرجمت رواياته إلى لغات متعددة، مثل: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والصينية والتركية والهندية وغيرها.
مشاريع رائدة: نشر رواية في يوم واحد ودعم الثقافة في الكويت
عمل الرفاعي في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لمدة ثلاثة عقود، وخلال تلك الفترة، أدرك أهمية نشر الأدب العربي في جميع أنحاء العالم. وتحقق هذا الحلم مع روايته "خطف الحبيب" التي صدرت في يوم واحد في 14 دولة عربية. فكانت مبادرة إبداعية رائدة، وقد قلد الرفاعي بوسام الآداب والفنون برتبة فارس من الجمهورية الفرنسية عام 2023، وتم تكريمه "شخصية العام الثقافية" في الشارقة عام 2021.
مستقبل الأدب العربي: مستقبل مشرق للقصة القصيرة
يؤمن طالب الرفاعي بمستقبل مشرق للقصة القصيرة في العالم العربي، ويرى أنها ستصبح الجنس الأدبي الأكثر انتشارًا على الساحة العالمية. وقد تمكن من خلال رحلته الإبداعية من تحقيق حضور ثقافي فريد في الكويت والعالم العربي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً