عائلة لبنانية كانت تخطط لحفل زفاف ابنتها قُتلت بغارة إسرائيلية
مأساة عائلة لبنانية: ضربة جوية إسرائيلية تنهي حياة عروس و3 شقيقات
تُلقي الضربة الجوية الإسرائيلية بظلالها الكئيبة على عائلة لبنانية، حيث قضت امرأة وأخواتها الثلاث في منزلها، فيما كان من المفترض أن تُقام مراسم زفاف إحدى الشقيقات.
كانت الدردشة الجماعية لعائلة غريب على تطبيق "واتساب" مليئة بالرسائل المتواصلة، في الوقت الذي تصعّد فيه إسرائيل غاراتها الجوية على جنوب لبنان. استيقظ رضا أحمد غريب، المقيم في السنغال، في وقت مبكر غير معتاد، حيث كان يتابع مقاطع الفيديو والصور التي شاركتها شقيقاته وخالاته للانفجارات حول حيهم في صور، لبنان. قرَّرت عماته المغادرة إلى بيروت، بينما لم يكن لدى والده ووالدته وأخواته الثلاث مثل هذه الخطط. ثم أعلن والده للمجموعة أنه تلقى مكالمة من الجيش الإسرائيلي للإجلاء أو المخاطرة بحياتهم. بعد ذلك، صمتت الدردشة على "واتساب". بعد 10 دقائق، اتصل غريب بوالده، لكنه لم يجد رداً... تعرّضت شقة عائلة غريب لضربة جوية إسرائيلية مباشرة، ولم يكن لدى الأسرة وقت للخروج.
ضربات مباشرة واستهداف مُحدد:
قتل والد غريب، أحمد، ضابط متقاعد في الجيش اللبناني، ووالدته، حنان، وأخواته الثلاث. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب موقعاً لجماعة "حزب الله" يخفي منصات إطلاق صواريخ وقذائف. أكد غريب أن عائلته ليست لها صلة ﺑ"حزب الله". دمَّرت الضربة المباشرة شقة عائلة غريب، بينما عانى مَن هم فوق وتحت الشقة فقط من أضرار، مما يشير إلى استهداف جزء معين من المبنى.
قصف متواصل وضحايا مدنيون:
أدت الضربة إلى مقتل أكثر من 500 شخص في يوم واحد، وفقاً لمنظمة "إيروورز"، وهي مجموعة مراقبة الصراعات، وهو رقم لم يُلاحظ في غزة في يوم واحد حتى الأسبوع الثاني. تؤكد إسرائيل أن ضرباتها تستهدف أعضاء "حزب الله" والبنية التحتية. ولكن مئات المدنيين أيضاً من بين أكثر من 2000 شخص قُتلوا في القصف على مدار الشهر الماضي. غالباً ما قُتلت عائلات بأكملها في منازلها. ومنذ ذلك الحين، تعرّض الشارع الذي تعيش فيه عائلة غريب - وهي منطقة بها متاجر ومبانٍ سكنية ومكاتب وكالات دولية في منطقة الحوش في صور - لضربات جوية متكررة، والشارع الآن مهجور.
أحلام مُنهدمة:
انتقل غريب (27 عاماً) وهو طيار ورجل أعمال، إلى السنغال بحثاً عن مستقبل أفضل، لكنه كان يخطط دائماً للعودة إلى لبنان لتكوين أسرة. كان قريباً من شقيقاته الثلاث، حارس أسرارهن وأفضل صديق لهن. في أثناء نشأته، كان والدهم بعيداً كثيراً، لذلك تولى هو ووالدته مسؤولية شؤون الأسرة. آخر مرة زار فيها عائلته في مايو (أيار) 2023، عندما خُطبت شقيقته مايا، طالبة الهندسة. كانت تخطط للزواج في 12 أكتوبر (تشرين الأول). ولكن مع ازدياد التوترات مع إسرائيل في سبتمبر، أصبحت خطط غريب للعودة إلى المنزل لحضور حفل الزفاف غير مؤكدة. أخبرته شقيقته أنها ستؤجل العرس حتى يتمكّن من الوصول إلى هناك.
بعد الضربة، وجد خطيبها، وهو أيضاً ضابط في الجيش، جثتها وجثث بقية أفراد عائلتها في مشرحة مستشفى في صور. قال غريب: "لم يكن مقدراً لها أن تقيم حفل زفافها. لقد عرضناها عروساً للجنة بدلاً من ذلك". في اليوم الذي كان من المقرر أن يتم فيه الزفاف، نشر غريب صوراً لأخته، بما في ذلك فستان زفافها.
أحلام ضائعة:
كانت شقيقته رشا (24 عاماً) على وشك التخرج طبيبة أسنان، وتخطط لفتح عيادتها الخاصة. "لقد أحبت الحياة"، قال غريب. أما شقيقته الصغرى نور (20 عاماً) فكانت تدرس لتصبح اختصاصية تغذية، وتستعد لتصبح مدربة شخصية. أطلق عليها غريب لقب "ضحكة البيت".
لم يتبقَّ من عائلته الآن سوى بضع صور على هاتفه وعلى منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. "أنا متألم للغاية. لكنني أعلم أن الألم سيكون أشد عندما آتي إلى لبنان". وأكمل قائلاً: "حتى صورة لهم لم تعد معلقة على الجدران. ملابسهم لم تعد موجودة. رائحتهم لم تعد في المنزل. المنزل اختفى تماماً".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً