على الزوجة الأولى استقبال ضرتها بحفل "مرح".. تقليد غريب تعرف عليه!

ترحيب غريب بـ "ضرتها": تقليد فريد في النيجر

مُراسم تقليدية لدمج الزوجة الثانية في العائلة

تُعرف بعض الثقافات حول العالم بعاداتها وتقاليدها الغريبة، ويمثل هذا التقليد الفريد في النيجر نموذجًا مثيرًا للاهتمام حول كيفية التعامل مع الزواج المتعدد في مجتمعات معينة.

في النيجر، تُستقبل الزوجة الثانية بحفلةٍ خاصة تُسمى "المارتشندا". تُنظّم هذه الحفلة من قِبل الزوجة الأولى كشكل من أشكال الترحيب وتقبلها للموقف الجديد. يُهدف هذا الاحتفال إلى إضفاء نوع من الوئام والتفاهم بين الضرتين وعائلتيهما، وإظهار مدى السعادة والتوافق داخل منزل الزوج.

معنى وهدف الحفلة

وتُعدّ "المارتشندا" أكثر من مجرد حفلة ترحيبية، فهي تحمل في طياتها معنىً أعمق. فهي تُعتبر تعبيراً من الزوجة الأولى عن عراقة أصلها واحترامها للتقاليد، بالإضافة إلى موافقتها على دخول الزوجة الثانية إلى العائلة. وتُشارك في الحفل عائلة الزوجة الأولى، وهذا يجعل منه مناسبةً لتلاقٍ وتعارف بين العائلتين.

التنافس والمبارزة اللفظية

تتخلل "المارتشندا" أجواءٌ من المرح والتنافس بين نساء العائلتين. وتُركز هذه المنافسة على دعم كل زوجة دون إحراج الأخرى، وقد تتضمن بعض المواقف الطريفة والمحرجة في آنٍ واحد مثل مطالبة كل فريق من الزوج أن تكون ابنته هي المفضلة. ويزداد بهجة الاحتفال من خلال المبارزة اللفظية المليئة بالأمثال والحكايات، التي تُمارس بين السيدات الخبيرات من العائلتين.

أهمية الحفلة

تُعتبر "المارتشندا" فرصةً لـ إظهار الاحترام للزوجة الأولى من قبل ضرتها الجديدة. فمن خلال قبولها للتعدد وترحيبها بضرتها، تضرب الزوجة الأولى أعظم مثال في التضحية والصبر من أجل أسرتها. وبالتالي، تتوجب على الزوجة الثانية أن تقابل هذا التصرف بكل احترام وعرفان.

تغيّر الأهداف مع مرور الوقت

ومع مرور الزمن، بدأت بعض المجتمعات في استخدام "المارتشندا" لأغراضٍ أخرى بعيدةٍ عن هدفها الأصلي. فقد تحوّل الاحتفال من إضفاء جوّ الألفة بين الضرتين إلى محاولة لـ تصفية الحسابات وفرض الرأي من البداية. وأحياناً تتخلل هذه الاحتفالات إهانات بشكل علني والكثير من الكلام المبتذل والمقارنة المحرجة.

تأثير الحداثة

ومع تأثير الحداثة على المجتمع، وخروج المرأة للعمل، لم تعد النساء خاصةً في المدن يُولين أهمية لهذا الحفل. فقد أصبحن أقل تساهماً مع فكرة ارتباط أزواجهن بأخريات، وكثير منهن يرين أنه من غير المجدي دعوة الناس والاحتفال وأداء المشاهد المسرحية في وقت لا يبدو أنه لحظة فرح بالنسبة لهن.