عملة موحّدة لـ«بريكس»... هل هي قابلة للتطبيق؟

عملة موحّدة لـ«بريكس»... هل هي قابلة للتطبيق؟

خلال قمة مجموعة «بريكس» في مدينة قازان الروسية، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملة رمزية، ترمز إلى طموحات المجموعة في إيجاد بدائل للدولار الأمريكي في المعاملات الدولية. هذه الورقة النقدية تحمل أعلام الدول الأعضاء، بما في ذلك البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتعبّر عن رغبتهم في إنشاء نظام اقتصادي أكثر استقلالية عن الهياكل المالية الغربية.

هل يمكن لمجموعة «بريكس» أن تكون لها عملتها الخاصة؟

قد تبدو فكرة عملة «بريكس» الخاصة ممكنة، لكنها تتطلب سنوات من التحضير والتنسيق. إنشاء بنك مركزي جديد، والتخلص التدريجي من العملات السيادية الخاصة بكل دولة عضو، هما من أهم متطلبات إنشاء عملة موحّدة. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الأمر إلى دعم صندوق النقد الدولي، وهو ما ترفضه المجموعة، معتبرة الصندوق أداة تعمل لمصلحة الغرب.

تحديات في طريق عملة «بريكس»

واجهت فكرة عملة «بريكس» العديد من التحديات:

• الغطاء الذهبي: يجب أن تكون العملة مغطاة بالذهب بنسبة 40%، بينما تشكل عملات دول «بريكس» النسبة المتبقية (60%).
• هيمنة اليوان: نظراً إلى حجم الاقتصاد الصيني، فمن المتوقع أن تهيمن عملة اليوان على سلة العملات. وقد يثير هذا الأمر توترات بين الأعضاء، خاصة الهند، التي لا تتمتع بعلاقات مثالية مع الصين.
• العملة الافتراضية: يرى المحللون أن عملة «بريكس» لن تأخذ شكلاً مادياً، بل ستكون عملة افتراضية، وتستخدم حصرياً على منصة الدفع «إم بريدج».
• منصة «إم بريدج»: تُعدّ منصة «إم بريدج» بوابة للتسويات بالعملات الرقمية للبنوك المركزية، وتعمل كبديل لمنصة الدفع «سويفت»، المنتشرة عالمياً.

رد فعل صندوق النقد الدولي

أشارت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، إلى الحاجة إلى مزيد من التفاصيل عن النظام المقترح من «بريكس» لتحديد تأثيره، لكنها رفضت أي تهديد محتمل لصندوق النقد الدولي. وأكدت على دعم جميع أعضاء «بريكس» لصندوق النقد الدولي.

خلاصة القول

إنّ إطلاق عملة موحّدة لـ«بريكس» يتطلب جهوداً كبيرة وجهداً طويل الأمد. فإنشاء بنك مركزي، والتوافق على حلول تُرضي جميع الأعضاء، والتغلب على مخاوف الدول الأعضاء، كلّها أمور تتطلب وقتاً ومفاوضات مكثفة.