غرفة الجلود والأحذية: المهنة تلفظ أنفاسها الأخيرة

صناعة الجلود والأحذية في تونس: خطر الاندثار يهدد القطاع

تراجع خطير في عدد المؤسسات

يشهد قطاع الجلود والأحذية في تونس تراجعاً خطيراً، حيث أفاد رئيس الغرفة الوطنية للجلود والأحذية ونائب رئيس الجامعة الوطنية للجلود والأحذية بأن عدد المؤسسات العاملة في هذا القطاع انخفض بشكل ملحوظ من 520 مؤسسة إلى 193 مؤسسة فقط. ويرى الخبراء أن هذا العدد مرشح للاستمرار في الانخفاض في المستقبل القريب.

توقف العديد من المؤسسات المكملة

لا يقتصر التراجع على شركات تصنيع الجلود والأحذية فقط، بل يشمل أيضاً المؤسسات المكملة التي تعتمد عليها بشكل كبير. ووفقاً لذويب، فقد أغلقت حوالي 70٪ من هذه المؤسسات أبوابها، مما يؤثر بشكل مباشر على سلسلة الإنتاج بأكملها.

نقص المادة الأولية: الجلود

أوضح ذويب أن أغلب مدابغ الجلود توقفت عن النشاط بسبب النقص المسجل في المادة الأولية، وهي الجلود. ويعزى هذا النقص إلى انخفاض استهلاك اللحوم في تونس، مما أدى إلى انخفاض عدد الجلود المتاحة للمدابغ.

تحديات تواجه صناعة الجلود والأحذية

وتواجه صناعة الجلود والأحذية في تونس العديد من التحديات الأخرى، من بينها:

• ارتفاع تكاليف الإنتاج: ارتفاع أسعار المواد الخام، والنقل، والطاقة، مما يزيد من تكلفة الإنتاج.
• المنافسة الدولية: صعوبة المنافسة مع منتجات الدول الأخرى ذات أسعار منخفضة.
• غياب الاستثمار: نقص الاستثمار في البحث والتطوير، والتكنولوجيا الحديثة، وخطوط الإنتاج.
• الافتقار إلى الكفاءات: نقص العمالة الماهرة في مجال صناعة الجلود والأحذية.

مستقبل صناعة الجلود والأحذية

رغم هذه التحديات، فإن صناعة الجلود والأحذية في تونس تتمتع بإمكانيات كبيرة. ويمكن إنقاذها من الاندثار من خلال:

• دعم الحكومة: تقديم الدعم المالي والتقني للمؤسسات العاملة في القطاع.
• التشجيع على الاستثمار: جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية للقطاع.
• تحسين جودة المنتج: التركيز على إنتاج منتجات عالية الجودة تنافسية في الأسواق العالمية.
• تطوير مهارات العاملين: توفير برامج تدريبية للعمالة لتطوير مهاراتها.

خاتمة

يُعتبر قطاع الجلود والأحذية من القطاعات المهمة في الاقتصاد التونسي، ويُوفر العديد من فرص العمل. ولتحقيق الانتعاش في هذا القطاع، يجب بذل جهود مشتركة من قبل الحكومة والقطاع الخاص، لتذليل التحديات التي تواجهه.