فتح تحقيق في تعذيب جهاديين فرنسيين في العراق

تحقيق في اتهامات تعذيب جهاديين فرنسيين في العراق

بدء التحقيق في باريس

أفادت النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا أنّ قاضي وحدة الجرائم ضد الإنسانية في محكمة باريس شرع في التحقيق في اتهامات تعذيب جهاديين فرنسيين محكومين في العراق عام 2019. بدأت التحقيقات في ديسمبر 2023 بناءً على شكوى تقدّمت بها عائلة جهاديين فرنسيين تدّعي تعرّضهم للتعذيب ولعقوبات ومعاملة غير إنسانية ومهينة، فضلاً عن اعتقال تعسّفي.

مخاوف من عدم عدالة المحاكمات

يرى محامو الجهاديين أنّ محاكمات موكليهم في العراق لم تكن عادلة. يطالبون بإعادة محاكمة المتهمين في فرنسا، حيث يمكن ضمان حقوقهم بشكل أفضل. ويستندون في مطالبهم إلى حقيقة أنّ بعض الجهاديين حُكم عليهم بالإعدام في البداية قبل تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد، ممّا يشير إلى أنهم لم يتمتعوا بمحاكمة عادلة.

تحقيقات في فرنسا وتعاون عراقي

منذ عام 2023، تواصل السلطات الفرنسية التحقيق في جرائم إرهابية مرتبطة بمقاتلين فرنسيين في العراق. بدأت السلطات الفرنسية البحث عن طرق للاستماع للمشتبه بهم من دون المساس بحقوقهم، وتوسّطوا لدى السلطات العراقية لإرسال محامين للمعتقلين. ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات حول إجراءات الاستجواب، حيث يرى بعض المحامين أنّ الاستماع للمتهمين دون ضمان ظروف احتجاز مناسبة يعتبر بمثابة تغاضٍ عن ظروف الاحتجاز غير الإنسانية.

تقارير مثيرة للقلق عن ظروف الاحتجاز

زار محامون فرنسيون سجن الرصافة في العراق في خريف عام 2023 وفي شباط/فبراير 2024. وقاموا بتوثيق تقارير مثيرة للقلق حول ظروف الاحتجاز، حيث يعيش السجناء في زنزانات مكتظة دون ظروف صحية مناسبة. يفتقر السجناء إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية، حتى أولئك الذين يعانون من أمراض خطيرة. تُرسل هذه التقارير رسالة قوية عن المعاملة غير الإنسانية التي قد يتعرض لها السجناء في العراق.

مُطالبة بإعادة المحكومين إلى فرنسا

من ناحية أخرى، تطالب بعض جمعيات ضحايا الهجمات بإعادة الجهاديين المحكومين إلى فرنسا لضمان مزيد من الشفافية في التحقيقات. تصرّ هذه الجمعيات على ضرورة ضمان محاكمة عادلة للمتهمين. بينما يؤكد بعض المحامين أنّ إعادة المتهمين إلى فرنسا هو الحل الأمثل، فإنّ السلطات الفرنسية لم تقدم حتى الآن أي طلب رسمي لإعادة المحكومين من العراق.