فرنسا والمغرب ـ مرحلة جديدة من العلاقات على أرضية المصالح
فرنسا والمغرب: مرحلة جديدة من العلاقات على أرضية المصالح
زيارة ماكرون: رمز للتطور في العلاقات
أُعلن عن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب، وهي الزيارة التي ستكون الأولى منذ حوالي ست سنوات، وتأتي تلبية لدعوة من الملك محمد السادس. تأتي هذه الزيارة كعلامة على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تُبنى على أساس شراكة قوية. وتؤكد هذه الزيارة على الرغبة المشتركة من قِبل قادة البلدين في تعزيز الروابط المتعددة التي تجمعهما.
تاريخ العلاقات: من الاستعمار إلى الشراكة
على الرغم من مرور ما يقرب من نصف قرن من الاستعمار الفرنسي للمغرب (من 1912 إلى 1956)، فإن العلاقة الحالية بين البلدين أقل تعارضا بكثير من العلاقة التي شهدتها الجزائر المجاورة. تُعتبر الفرنكوفونية جزءا من تاريخ المغرب، ولا توجد ذكريات متضادة بين فرنسا والمغرب، كما يقول إدريس اليزمي، الرئيس السابق للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب.
التحديات والاختلافات
الصحراء الغربية: كانت قضية الصحراء الغربية من أبرز نقاط الخلاف بين فرنسا والمغرب. دعمت فرنسا في الماضي الموقف الرسمي للأمم المتحدة، الذي يدعو إلى إجراء استفتاء وتوصل إلى حل سياسي توفقي بين أطراف النزاع. لكن مع بداية الصيف الماضي، تبنى ماكرون الموقف المغربي، مما أدى إلى تغيير في مسار العلاقات.
الهجرة: تعتبر فرنسا، مثل معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مهتمة بالحد من الهجرة غير النظامية، ويرى المغرب نفسه شريكا في مكافحة هذه الظاهرة. أظهر المغرب نشاطا ملحوظا في اعتقال المهاجرين، حيث تم إيقاف حوالي 87 ألف مهاجر في عام 2023.
الفرص المتاحة
تُظهر الزيارة المتوقعة لماكرون أن العلاقات بين فرنسا والمغرب في مرحلة جديدة. يرى الخبراء أن هذه العلاقات تفتح فرصًا جديدة على مستوى الاقتصاد والتجارة. قد تشهد الشركات الفرنسية اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار في المغرب والصحراء الغربية.
التحديات المستقبلية
الجزائر: لا تزال قضية الصحراء الغربية تثير التوتر بين المغرب والجزائر، حيث تدعم الجزائر حركة استقلال الصحراء الغربية (جبهة البوليساريو).
الهجرة: يرى إدريس اليزمي أن سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي متناقضة، حيث تعتمد الدول الأعضاء على العمالة من الجنوب العالمي، ولكن في الوقت نفسه، هناك نقاش شعبوي ضد المهاجرين في دول الاتحاد الأوروبي.
الخلاصة
تُظهر الزيارة المتوقعة لماكرون أن العلاقات بين فرنسا والمغرب في مرحلة جديدة. تُركز هذه العلاقات على المصالح المشتركة بين البلدين، وتفتح فرصًا جديدة على مستوى الاقتصاد والتجارة. ومع ذلك، لا تزال بعض التحديات تواجه العلاقات بين البلدين، مثل قضية الصحراء الغربية والهجرة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً