فورين بوليسي: نتنياهو يراهن على فوز ترامب وقد يندم على هذا
نتنياهو يراهن على فوز ترامب: هل سيُندم على هذا القرار؟
تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأمريكية أن نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب متقاربان للغاية في حظوظ الفوز. ولكن في إسرائيل، الوضع مختلف، حيث أظهرت مجلة “فورين بوليسي” أن “إسرائيل هي بلد ترامب، وأن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو هو أكبر مؤيد لترامب.”
ولكن، هل يُبرر سجل ترامب وشخصيته المتقلبة وتصريحاته العامة حول إسرائيل خلال الحملة هذا الحماس الذي يُبديه الإسرائيليون له؟
مخاطر الرهان على ترامب
تُشير المجلة إلى أن “هذه الحرب التي تخوضها إسرائيل (على غزة) منذ أكثر من عام، جعلت إسرائيل أكثر اعتمادًا على الولايات المتحدة من أي وقت مضى منذ حرب يوم الغفران عام 1973. كما أن إسرائيل تحتاج إلى الدعم الكامل من الرئيس الأمريكي القادم بغض النظر عن هويته. ومع ذلك، يبدو أن نتنياهو على استعداد لتجاهل مرشح واحد ووضع كل أوراقه ومراهناته على آخر تتعارض غرائزه السياسية في الغالب مع مصالح إسرائيل.”
تاريخ من العلاقات المعقدة
تقليديًا، لطالما شعر نتنياهو بأنه أكثر راحة مع الجمهوريين من الديمقراطيين. في انتخابات عام 2012، أعلن نتنياهو عن تفضيله للسيناتور ميت رومني على الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما. وحظي رومني بمعاملة رئيس الدولة في زيارة قام بها في يوليو من ذلك العام، وظهر نتنياهو في إعلان هجومي على أوباما. وامتنع نتنياهو عن الإدلاء برأيه عمن يفضل علنًا في الانتخابات الأمريكية في انتخابات 2016 و 2020، “ولكن هذه المرة، كان يلعب دور المفضل مرة أخرى” بحسب المجلة.
مصالحة غريبة ومصالح سياسية
بدأت قصة المصالحة بين ترامب ونتنياهو عندما استاء ترامب من حقيقة أن نتنياهو هنأ الرئيس جو بايدن على فوزه في الانتخابات في عام 2020. ولم يتحدث الرجلان على مدى السنوات الأربع التالية. وفي مقابلة مع مجلة تايم في أبريل الماضي، ألقى ترامب باللوم على نتنياهو في الإخفاقات التي مكنت حماس من شن هجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وكان ذلك انتقادًا حادًا لزعيم إسرائيلي رفض قبول أي مسؤولية عن الفشل الأمني.
وكسر نتنياهو الجليد في يوليو الماضي في زيارة إلى منتجع ترامب (في ولاية فلوريدا) مار-إيه-لاغو. ومنذ ذلك الحين، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الرجلين تحدثا هاتفياً عدة مرات. وتقول المجلة: “بغض النظر عما يفكر فيه الرجلان حقًا عن بعضهما البعض، فإن كليهما يجد أنه من المفيد سياسيًا أن يُنظر إليهما كأصدقاء وحلفاء.”
شعبيّة ترامب في إسرائيل
يشير استطلاع رأي حديث أجرته القناة 12 الإسرائيلية إلى أن 66٪ من الإسرائيليين يفضلون ترامب على هاريس، بينما لا يُظهر الإسرائيليون سوى القليل من الامتنان أو التقدير للمساعدة الهائلة التي قدمها الرئيس بايدن لإسرائيل خلال الحرب على غزة. وتعود شعبيّة ترامب في إسرائيل إلى ولايته الأولى كرئيس (يناير 2017- يناير 2021)، عندما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني، ونظم اتفاقيات إبراهيم، وقدم خطة صفقة القرن.
اختلافات في المواقف
تُشير المجلة إلى أن “الإسرائيليين يميلون إلى رؤية الإيماءات الإيجابية كدليل على حب ترامب لإسرائيل. لكن السجل لا يؤكد ذلك تمامًا. فقد قام ترامب بزيارة واحدة فقط إلى إسرائيل خلال فترة ولايته كرئيس. وعلى النقيض من ذلك، سافر بايدن إلى إسرائيل مرتين، بما في ذلك في الأيام الأولى من الحرب في غزة.”
وفي الأشهر الأولى من الحرب بين إسرائيل وحماس، “تحدث ترامب عن الحاجة إلى “إنهاء الحرب وإنهائها بسرعة”، وقال في مناظرة 10 سبتمبر الماضي مع هاريس: “سأحسم الأمر بسرعة” بشأن الحرب. ومؤخرًا، تحرك قليلًا في اتجاه دعم المجهود الحربي، وقال لنتنياهو في مكالمة هاتفية: “افعل ما عليك فعله”. لكن ترامب لم يتحدث قط عن “النصر الكامل”، الذي يقول نتنياهو إنه هدف إسرائيل.”
ويُشير مستشارو ترامب إلى أن ترامب قد يتبع نهج بايدن بالضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن، حيث يُمكن أن يجد نتنياهو نفسه تحت ضغط من إدارة ترامب لتلبية المطالب السعودية بالتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية.
موقف صارم من إيران؟
اتخذ ترامب موقفًا صارمًا علنًا تجاه إيران، ولكنه ليس بالصرامة التي يرغب بها نتنياهو. وتحدث ترامب عن تكثيف حملته “للضغط الأقصى” على طهران، لكنه يعني بذلك فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة، وليس الحرب.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً