في السعودية.. اكتشاف أول من نوعه لقرية أثرية من العصر البرونزي
اكتشاف قرية أثرية من العصر البرونزي في خيبر بالسعودية
اكتشاف تاريخي يغيّر المفاهيم عن الحياة في العصر البرونزي
أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن اكتشاف قرية أثرية تعود إلى العصر البرونزي في واحة خيبر شمال غرب المملكة العربية السعودية. تم الكشف عن هذا الاكتشاف المهم خلال بحث أثري جديد نُشر في مجلة (بلوس ون) العلمية. وقد أبرز المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة في الرياض أهمية هذا الاكتشاف وانعكاساته على المملكة في مجال الآثار على الصعيد الدولي.
القرية المكتشفة: "النطاة"
تُعرف القرية المكتشفة باسم "النطاة" وتعود إلى الفترة بين 2400-2000 قبل الميلاد وحتى 1500-1300 قبل الميلاد. يُقدر عدد سكانها بحوالي 500 شخص، وكانت تقع داخل سور حجري بطول 15 كيلومتراً يحيط بواحة خيبر لحمايتها. تُظهر القرية وجود تقسيم واضح داخل أسوارها، مع وجود مناطق مخصصة للسكن وأخرى جنائزية.
ملامح حياة سكان القرية
تُشير الدراسة إلى أن سكان القرية كانوا يعيشون في مساكن تقليدية تتكون من طبقات متعددة. كانت الطبقة الأرضية تُستخدم عادةً للتخزين، بينما كانت الطبقتان الأولى والثانية مخصصة للسكن. كانت الطرقات بين المساكن ضيقة وتؤدي إلى مركز القرية. وكانوا يدفنون موتاهم في مدافن ومذيلات برجية متدرجة.
أهمية الاكتشاف
يُعتبر هذا الاكتشاف بمثابة ثورة في فهمنا للحياة في العصر البرونزي في المنطقة. فقد أظهرت الدراسة أن المجتمعات في شمال غرب الجزيرة العربية كانت أكثر تعقيدًا وارتباطًا بالمنطقة الأوسع مما كان يُعتقد سابقًا. كما أثبت الاكتشاف أن مناطق مثل خيبر كانت مراكز حضرية مهمة تدعم استقرار مجتمعاتها بشكل دائم، لا سيّما مع ظهور الزراعة فيها.
الجهود المستقبلية
من المتوقع أن تسهم عمليات التنقيب الأكثر شمولًا في المستقبل في تقديم صورة أوضح عن موقع القرية. وتستمر الهيئة الملكية لمحافظة العلا في العمل مع الوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العلا والمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية في مجال البحث الأثري. وتُعد هذه الجهود جزءًا من برنامج واسع النطاق لتعزيز الوعي العالمي حول العلا كوجهة عالمية للتراث الثقافي.
واحة خيبر: ثروة أثرية
تُعد واحة خيبر، الواقعة على أطراف حقل حرة خيبر البركاني، موقعًا غنيًا بالاكتشافات الأثرية. وقد تم اكتشاف القرية "النطاة" في الأطراف الشمالية للواحة تحت أكوام من صخور البازلت، حيث كانت مدفونة لآلاف السنين. بالإضافة إلى الاكتشاف الجديد، تم اكتشاف العديد من المعالم الأثرية في خيبر، مثل المنشآت الحجرية الضخمة المعروفة باسم "المستطيلات"، والمصائد الحجرية، و"الطرق الجنائزية" الطويلة، والمراعي عبر ممرات محاطة بالمدافن، بالإضافة إلى المساكن المعروفة باسم "الدوائر الحجرية المنصوبة".
العلا: مركز عالمي للأبحاث الأثرية
يسعى هذا الاكتشاف، إلى جانب الجهود البحثية المستمرة في العلا وخيبر، إلى ترسيخ مكانة العلا والمملكة العربية السعودية كمركز عالمي للأبحاث الأثرية والحوار الثقافي. ويُعد هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو فهم الماضي الغني للمنطقة وتراثها الثقافي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً