قررت مراجعة الشراكة الأوروبية.. لماذا تتوجه الجزائر نحو الهند وآسيا؟

الجزائر تراجع شراكتها مع أوروبا وتتوجه نحو الهند وآسيا: لماذا؟

أنهت رئيسة الهند دروبادي مورمو زيارة دولة إلى الجزائر، وهي الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول هندي رفيع المستوى منذ سنوات. دامت الزيارة أربعة أيام كاملة، وشملت العديد من اللقاءات والاجتماعات، مما يشير إلى أهمية العلاقات بين البلدين.

تعزيز العلاقات الاقتصادية

تأتي زيارة رئيسة الهند في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي عام 2025. يشير هذا الإعلان إلى توجه الجزائر نحو تنويع شركائها الاقتصاديين، خاصة خارج أوروبا.

تستهدف الجزائر تحقيق ناتج إجمالي محلي بقيمة 400 مليار دولار بحلول عام 2027، وتتطلع الهند إلى أن تصبح ثالث أكبر اقتصاد عالمي في نفس الوقت. هذه الأهداف المشتركة تدعم التعاون الاقتصادي بين البلدين.

فرص جديدة للشراكة

أكد الرئيس تبون على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والهند، وشدد على ضرورة تشجيع الاستثمار والتبادل التجاري. تم الاتفاق على عقد دورة لكل من اللجنة المشتركة للتعاون وآلية التشاور السياسي في أقرب وقت، بما يخدم جهود دعم العلاقات وتعميق الشراكة الثنائية.

تزايد التعاون في مجالات حيوية

شارك أكثر من 300 متعامل من الجزائر والهند في المنتدى الاقتصادي الجزائري الهندي، والذي تُوج بالاتفاق على تأسيس علاقات أعمال وشراكات مثمرة ومربحة للجانبين.

وأكد رئيس المجلس الاقتصادي الجزائري كمال مولى أن الشراكة بين البلدين تشهد تطورا لافتا في قطاعات حيوية، مثل الطاقة والزراعة والتكنولوجيا.

تحولات جيوإستراتيجية

يرى مراقبون أن توجه الجزائر نحو الهند يأتي في سياق تحولات جيوإستراتيجية مهمة، إذ أن الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي كان بمثابة عقد إذعان دون مناقشة بنوده، في ظل عزلة دولية عانت منها الجزائر قبل عام 2000.

وأكد الخبير الاقتصادي عمر هارون أن الأوروبيين يعانون من عقدة نقص تجاه أفريقيا، بينما تسعى الدول الآسيوية الصاعدة إلى العدالة بين الأمم وحق الشعوب في الاستفادة من خيراتها.

مستقبل واعد

تستثمر الجزائر في العلاقات الثنائية مع الدول الأوروبية، كما تُظهر رغبة في تعزيز التعاون مع الهند ودول آسيا، مما يفتح آفاقاً جديدة للنمو والتطور في الجزائر.