قصة "ملك ملوك أفريقيا" الذي دعا لقيام الدولة الفاطمية الثانية
معمر القذافي: "ملك ملوك أفريقيا" والدعوة لدولة فاطمية ثانية
الذكرى الـ 13 لوفاة معمر القذافي
في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، سقط معمر القذافي ضحية لمواجهات مسلحة في سرت بليبيا، حيث سيطرت قوات المتمردين على المدينة. وُلد القذافي في عام 1942 قرب سرت، وحكم ليبيا بين عامي 1969 و2011. ُأطيح به من السلطة من خلال انتفاضة شعبية.
بدايات القذافي وصعوده إلى السلطة
- وُلد القذافي ابن مزارع بدوي في الصحراء الليبية. ُتلقى تعليمه في سبها بجنوب ليبيا، ثم انتقل إلى بنغازي. ُشارك في مظاهرات ضد الهجوم على مصر بعد تأميم قناة السويس عام 1956، ُمعبراً عن إعجابه بالزعيم المصري جمال عبدالناصر. ُتخرج من الأكاديمية العسكرية في بنغازي، ثم ذهب إلى بريطانيا للتدريب العسكري.
- في 1 سبتمبر/ أيلول 1969، قاد القذافي انقلاباً عسكرياً أطاح بالملك إدريس السنوسي، لِيتولى قيادة القوات المسلحة ورئاسة مجلس قيادة الثورة الجديد.
- أُلغيت القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية من ليبيا عام 1970، وطُرد معظم أعضاء الجاليات الإيطالية واليهودية من البلاد. أممت جميع أصول النفط المملوكة للأجانب عام 1973، وحُظر المشروبات الكحولية والقمار.
السياسات الداخلية والخارجية
- سعى القذافي لتوحيد ليبيا مع الدول العربية الأخرى، وعارض بشدة المفاوضات مع إسرائيل، ليصبح شخصية بارزة في رفض عملية السلام المصرية الإسرائيلية. تورطت حكومته في محاولات انقلاب فاشلة في الدول المجاورة.
- طور القذافي في أوائل السبعينيات "النظرية العالمية الثالثة" التي صاغها في كتابه "الكتاب الأخضر". ُتبنيت في الكتاب صيغة من الاشتراكية الإسلامية، ُجمع بين تأميم قطاعات اقتصادية ودولة شعبوية تعمل من خلال مؤتمرات شعبية ونقابات عمالية ومنظمات جماهيرية.
- ُقدم نظام "الجماهيرية" في عام 1977، حيث تخلى القذافي عن قيادته الرسمية للحكومة. لكن رغم تصريحاته عن "ديمقراطية شعبوية"، ظلت السلطة في يديه بقوة.
- ُعرف القذافي بسلوكه غير المتوقع على الساحة الدولية. مولت حكومته جماعات ثورية في أنحاء العالم، مثل "الفهود السود" و"أمة الإسلام" في الولايات المتحدة و"الجيش الجمهوري الأيرلندي" في أيرلندا الشمالية. ُنفذت عمليات اغتيال لمعارضين ليبيين في الخارج، وُزعم تورط حكومته في هجمات إرهابية في أوروبا.
علاقات القذافي مع الغرب
- "تفجير ملهى ليلي" في برلين عام 1986، أُلقي باللوم فيه على عملاء ليبيين. أمر الرئيس الأمريكي رونالد ريغان بشن غارات جوية على طرابلس وبنغازي، مما أسفر عن مقتل العديد من الليبيين، لكن القذافي نجا.
- تفجير طائرة "بان آم الرحلة 103" فوق لوكربي، اسكتلندا عام 1988، أسفر عن مقتل 270 شخصًا. رفض القذافي تسليم المشتبه بهم ليبيين، مما أدى لعقوبات دولية. ُسلّم المشتبه بهم في النهاية عام 1999، وحُكم على أحدهم بالسجن مدى الحياة بينما برئ الآخر.
- وقّعت ليبيا في عام 2003 على صفقة لدفع تعويضات لضحايا "لوكربي"، واعتُبر ذلك تحسنًا كبيرًا في العلاقات بين طرابلس والقوى الغربية. ُرفعت العقوبات الدولية عن ليبيا.
ثورة 2011
- اندلعت مظاهرات مناهضة للقذافي في مدينة بنغازي عام 2011، بعد ثورات تونس ومصر. ُحاول قمع تلك المظاهرات بعنف، مما أدى لخروج كبار الشخصيات من الحكومة وارتفاع التنديدات الدولية.
- ُحاصر القذافي في طرابلس، ُفرضت عقوبات دولية على نظام القذافي.
- ُضاعفت القوات الموالية للقذافي جهودها في السيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة المتمردين.
- ُشنت غارات جوية من قبل حلف شمال الأطلسي، وُجهت إلى مجمع القذافي في طرابلس، مما أسفر عن مقتل أحد أبناء القذافي وأحفاد.
- ُصدرت أوامر اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية ضد القذافي وابنه سيف الإسلام ومسؤولين ليبيين آخرين، بتهمة جرائم ضد الإنسانية.
- ُدخلت قوات المتمردين طرابلس، وسيطرت على المجمع الرئيسي للقذافي، ُكثفت جهودهم لتعقب القذافي.
وفاة القذافي
- ُقتل القذافي في سرت في 20 أكتوبر/ تشرين أول عندما سيطرت قوات المتمردين على المدينة.
إرث القذافي
- ُعتبر القذافي حاكماً استبدادياً ُعُرف بالسياسات الفريدة التي تخللتها العنف.
- ُشيد "النهر الصناعي العظيم" في عهده، وهو مشروع ضخم لجلب المياه العذبة من الجنوب إلى الشمال.
- ُعرف القذافي بخطاباته الصريحة وسلوكه غير التقليدي، من بينها دعوته لتوحيد الفلسطينيين والإسرائيليين في دولة واحدة أطلق عليها اسم "إسراطين".
- ُمنح لقب "ملك ملوك أفريقيا" في عام 2008 من قبل مجموعة من الملوك والزعماء التقليديين في أفريقيا.
- ُعرف بتقلبات أهدافه من "التوحيد العربي" إلى "القيادة الأفريقية" وصولاً إلى "إنشاء الدولة الفاطمية الثانية" في شمال أفريقيا.
الاستنتاج
لقد كان معمر القذافي شخصية غامضة ومثيرة للجدل، ُحكمه طويل، ملئ بالتقلبات والقرارات غير المتوقعة، وُتُرجِم ذلك إلى سلسلة من الأحداث التي تُخلد في ذاكرة تاريخ ليبيا والعالم.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً