قضية الصحراء المغربية تحت المجهر .. اندحار البوليساريو وهشاشة الجزائر
قضية الصحراء المغربية: بين اندحار البوليساريو وهشاشة الجزائر
مؤشرات إيجابية نحو حل القضية
يُظهر تحليل قضية الصحراء المغربية وجود مؤشرات إيجابية تشير إلى قرب حلّ النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية. فمنذ عام 1975، سجّل مشروع الانفصال تراجعًا ملحوظًا على جميع المستويات، بينما استمرّ الدعم للشرعية المغربية سياسياً واجتماعياً وثقافياً وحتى داخل الأمم المتحدة.
- تشتت وتشرذم الجبهة الانفصالية: تشهد الجبهة الانفصالية تشتتًا واضحًا، حيث عاد العديد من قياداتها البارزة إلى المغرب، مما يشير إلى ضعف المشروع الانفصالي. فضلاً عن ذلك، شهدت الجبهة انشقاقات وتيارات متناحرة، مما أدى إلى ضعفها وتشتت جهودها.
- ضعف حاضنة المشروع الانفصالي: بعدما كانت الجزائر تحظى بدعم دولي، أصبحت الآن تواجه صعوبات داخلية واقتصادية وسياسية، مما أدّى إلى عزلتها على الساحة الدولية.
- تنامي الدعم الدولي لمغربية الصحراء: حقق المغرب تقدماً دبلوماسياً هاماً، حيث حصل على دعمٍ دولي واسع من الدول العربية والإفريقية والأوروبية، مع مُراجعة بعض الدول لموقفها تجاه القضية الوطنية.
رد فعل الجزائر في مواجهة التغيرات
بعدما شهدت المملكة انتصارات دبلوماسية مُهمة، اتّجهت الجزائر إلى سياسة دفاعية في مواجهة التغيرات الدولية والإقليمية، مُحاولةً الإبقاء على الوضع القائم.
- سياسة المغرب: من الدفاع إلى الهجوم: اعتمد المغرب في السنوات الأخيرة على سياسة هجومية من خلال تقديم مقترح الحكم الذاتي وحشد الدعم الدولي لمغربية الصحراء، مُستغلاً بروز نظام عالمي متعدد الأقطاب.
- سياسة الجزائر: الجمود والرد الفعل: واجهت الجزائر التغيرات الدولية بالجمود والتشبث بسياسة الرد الفعل، مُحاولةً الحفاظ على الوضع الراهن.
الطريق نحو حلّ النزاع
تُؤكد التغييرات الجديدة على الأهمية الحاسمة للحلّ الإقليمي للقضية، مع ضرورة إعادة الثقة بين المغرب والجزائر.
- المسار الأفضل: يُمكن للمغرب الاستمرار في سياسة اليد الممدودة مع الجزائر والتأكيد على مخطط الحكم الذاتي، مُستغلاً دعمه الدولي القوي.
- خيارات صعبة: تشمل الخيارات المُحتملة إما خروج الجزائر من المعادلة الإقليمية، أو تغيير كبير في ميزان القوى، وهي خيارات صعبة ومكلفة.
خلاصة
تُشير المؤشرات المُتاحة إلى تراجع البوّابات المفتوحة للصراع، مع وجود فرص جديدة للحلّ السلمي للقضية. يتطلب ذلك تضافر الجهود الدبلوماسية من طرف المغرب، والتزام من الجزائر بتحقيق حلّ سلمي يُنهي الصراع الأطول في العالم العربي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً