قيادة الجيش اللبناني من فؤاد شهاب حتى جوزيف عون
قيادة الجيش اللبناني: تاريخ وتطور المنصب من فؤاد شهاب إلى جوزيف عون
يمتلك الجيش اللبناني أهمية استراتيجية في لبنان، حيث يُنظر إليه على أنه واحدة من المؤسسات القليلة التي حافظت على استقرارها وسط الانهيار العام. ولذلك، يعتبر منصب قائد الجيش اللبناني ذا أهمية بالغة على الصعيدين العسكري والسياسي. فالقائد ليس مجرد قائد القوات المسلحة فحسب، بل يلعب دورًا رئيسيًا في المشهد السياسي، حيث أصبحت قيادة الجيش منصة تُمكن صاحبها من الوصول إلى رئاسة الجمهورية.
تاريخ قيادة الجيش اللبناني: من فؤاد شهاب إلى جوزيف عون
تأسس الجيش اللبناني بشكل رسمي في عام 1945، بعد عامين من استقلال لبنان عن الحكم الفرنسي. وكان اللواء فؤاد شهاب أول قائد رسمي للجيش، حيث قاد الجيش في وقت كان لبنان يسعى لتعزيز استقلاله وسط التوترات الإقليمية والصراعات الطائفية الداخلية. وقد لعب شهاب دورًا محوريًا ليس فقط في تشكيل الجيش، بل أيضًا في وضع الأسس للعلاقات المستقبلية بين الجيش والسياسة في لبنان.
خلف شهاب العديد من القادة، بعضهم أصبحوا رؤساء للجمهورية، مما يعكس التداخل بين السلطة العسكرية والسياسية في البلاد. من بين هؤلاء القادة، نذكر:
- اللواء توفيق سالم (1958-1959)
- اللواء عادل شهاب (1959-1965)
- العماد إميل بستاني (1965-1970)
- العماد جان نجيم (1970-1971)
- العماد إسكندر غانم (1971-1975)
- العماد حنا سعيد (1975-1977)
- العماد فيكتور خوري (1977-1982)
- العماد إبراهيم طنوس (1982-1984)
- العماد ميشال عون (1984-1989)
- العماد إميل لحود (1989-1998)
- العماد ميشال سليمان (1998-2008)
- العماد جان قهوجي (2008-2017)
- العماد جوزيف عون (2017 وحتى الآن)
علاقة قيادة الجيش بالرئاسة
أحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في منصب قائد الجيش اللبناني هو ارتباطه بالرئاسة. ففي تاريخ لبنان، انتقل العديد من قادة الجيش من قيادة الجيش إلى تولي منصب رئيس الجمهورية. وأبرز الأمثلة على ذلك هو اللواء فؤاد شهاب، الذي تم انتخابه رئيساً للبنان في عام 1958. وكذلك العماد إميل لحود، الذي تم تعيينه قائداً للجيش في عام 1989 وأصبح رئيساً للجمهورية في عام 1998. وتولى الرئاسة أيضًا كل من العماد ميشال سليمان (2008-2014) والعماد ميشال عون (2016-2022).
تأثير النظام السياسي الطائفي على تعيين قائد الجيش
عملية تعيين قائد الجيش في لبنان متشابكة بعمق مع البيئة السياسية للبلاد، إذ يقوم النظام السياسي في لبنان على ترتيب لتقاسم السلطة على أساس طائفي، حيث يتم توزيع المناصب الرئيسية بين الطوائف الدينية المختلفة في البلاد. وتؤثر هذه البيئة السياسية بشدة على تعيينات المناصب العسكرية العليا، بما في ذلك منصب قائد الجيش.
وغالباً ما ترى الفصائل السياسية في لبنان أن منصب قائد الجيش يمكنه التأثير على الأمن الداخلي والمشهد السياسي، ومن ثم تتسم عملية التعيين في كثير من الأحيان بالمناورات السياسية، حيث تسعى الأطراف والطوائف المختلفة إلى دفع مرشحيهم الذين يتماشون مع مصالحهم.
وفقاً للنظام السياسي الطائفي في لبنان، كان قائد الجيش دائماً وتقليدياً من الطائفة المارونية. وعلى الرغم من أن هذا ليس منصوصاً عليه صراحة في القانون، إلا أنه أصبح عرفاً راسخاً بمرور الوقت، وهو انعكاس لترتيبات تقاسم السلطة الأوسع في لبنان.
دور اتفاق الطائف في إعادة هيكلة الجيش
كان اتفاق الطائف، الذي تم توقيعه في عام 1989، بمثابة نهاية للحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاماً والتي كانت قد أدت إلى نمو الميليشيا الطائفية وتفكيك الجيش. وعلى إثر اتفاق الطائف تمت إعادة هيكلة الجيش من أجل تشكيل مؤسسة ذات طابع وطني، والقضاء على مظاهر الطائفية فيها. كما شدد الاتفاق على ضرورة سيادة واستقلال لبنان، مما وضع أهمية أكبر لدور الجيش.
وأعاد هذا الاتفاق تشكيل النظام السياسي للبلاد، حيث استهدف إعادة توزيع السلطة السياسية بشكل أكثر توازناً بين المسلمين والمسيحيين. وفي حين أن اتفاق الطائف لم يتناول منصب قائد الجيش بشكل صريح إلا أنه زاد من تأثير رئيسَيْ مجلسَيْ الوزراء والنواب في عملية تعيينه.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً