قيساريا: ماذا نعرف عن المدينة المُستهدَفة التي يُقيم فيها نتنياهو؟
قيساريا: مدينة تاريخية وهدف هجوم بطائرة مسيرة
في تطور غريب، تعرّض منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة قيساريا لهجوم نفذته طائرة مسيرة. تبنى حزب الله اللبناني المسؤولية عن الهجوم، فيما بارك أبو عبيدة، الناطق الإعلامي باسم كتائب عز الدين القسام، العملية ووصفها بـ"النوعية".
قيساريا: تاريخ غني وجمال ساحلي
تقع مدينة قيساريا على بعد 55 كيلومتراً شمال تل أبيب، وعلى بعد 37 كيلومتراً جنوب غرب حيفا. ترتفع 25 متراً عن سطح البحر وتتميز بموقع استراتيجي يطل على البحر الأبيض المتوسط. تتمتع المدينة بتراث غني، حيث تأسست على أنقاض مدينة فينيقية قديمة تُعرف ببرج ستراتون، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد.
من مملكة الحشمونائيم إلى السيطرة الرومانية
في عام 90 قبل الميلاد، غزا الملك ألكسندر جانيوس من مملكة الحشمونائيم المدينة. وظلت تحت السيطرة المحلية حتى استولى عليها الرومان عام 63 قبل الميلاد. منح الملك هيرودس الكبير المدينة اسم "قيساريا" تكريماً للإمبراطور الروماني أغسطس قيصر. شهدت المدينة ازدهاراً كبيراً في عهد البيزنطيين، وفي القرن السابع أصبحت تحت حكم المسلمين ضمن بلاد الشام.
الصليبيون والعصر الحديث
بحلول القرن الحادي عشر، تمكن الصليبيون من السيطرة على قيساريا وأعادوا تحصينها. وفي عام 1251، عزز الملك الفرنسي لويس التاسع دفاعات المدينة. مع حلول القرن السادس عشر، توقف استخدام ميناء قيساريا وتعرض للدمار. مع بداية القرن التاسع عشر، بدأت مستوطنات حديثة بالظهور بالقرب من الموقع التاريخي، حتى تأسست مدينة قيساريا الحديثة عام 1952 كجزء من إسرائيل.
أحياء حديثة وجاليات غنية
وفقاً لمجلة هداسا الإسرائيلية، تسكن أحياء قيساريا الأحدث "جاليات من المهاجرين الأثرياء" من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا فضلاً عن أثرياء إسرائيل الجدد. ومن بينهم الأطباء ورجال الأعمال في مجال التكنولوجيا. على الرغم من انتشار القصور الضخمة حديثة الطراز، فإن بعضها يبرز وجوده بزخارف مستوحاة من قصر الحمراء أو المعابد اليونانية.
قيساريا: مدينة مخططة
كانت قيساريا مدينة مخططة بشبكة من الطرق المتقاطعة، ومعبد، ومسرح، ومدرج، وأسواق، وأحياء سكنية. استغرق بناؤها 12 عاماً وأقيمت احتفالات كبيرة للاحتفال بإكمالها. وبحلول عام 6 قبل الميلاد أصبحت المقر الرئيسي للحكومة الرومانية. لأنّ قيساريا لم تكن بها أنهار أو ينابيع، فقد تم جلب مياه الشرب للمدينة الرومانية والبيزنطية المزدهرة عبر قناة مائية عالية المستوى فريدة من نوعها.
الازدهار والتحصينات
كانت قيساريا بمثابة قاعدة للجيوش الرومانية التي قمعت الثورة الكبرى التي اندلعت في عام 66 قبل الميلاد. بعد تدمير القدس، أصبحت قيساريا المدينة الأكثر أهمية في البلاد. عاش الوثنيون والسامريون واليهود والمسيحيون هنا في القرنين الثالث والرابع الميلاديين. شهدت المدينة ازدهاراً في الفترة البيزنطية. في نهاية القرن السادس تم بناء سور محيطي، مما جعلها أكبر مدينة محصنة في البلاد. ثم أعيد تحصينها مرة أخرى في القرنين التاسع والثالث عشر من خلال الجيوش العربية والصليبية.
استكشافات علمية
شهد أواخر القرن التاسع عشر بداية أول استكشاف علمي للموقع، حيث تم اكتشاف المدينة الصليبية والمسرح ومضمار سباق الخيل والقنوات المائية. كما كشفت الاستكشافات الكبيرة التي جرت في الفترة من 1959 إلى 1964 عن تفاصيل المسرح وأجزاء من تحصينات المدينة والقناة المائية العلوية. بينما كشفت الدراسات اللاحقة عن أجزاء إضافية من المدينة الصليبية والحي اليهودي وأقسام القناة المائية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً