كيف تؤجّج الأخبار الزائفة الأزمات والصراعات الدولية؟
كيف تؤجج الأخبار الزائفة الأزمات والصراعات الدولية؟
تأثير الأخبار الزائفة على المجتمعات
تُشكل الأخبار الزائفة تحدياً كبيراً يعصف بالمجتمعات ويؤجج الأزمات الإقليمية، فهي معلومات مضللة أو كاذبة تُنشر عمداً، تهدف إلى التأثير على الرأي العام وتغيير مسارات الأحداث. ويُظهر انتشارها أن عدم الثقة في مصادر المعلومات يزداد، ويشير إلى أهمية تعزيز الوعي النقدي لدى الجمهور للتمييز بين الحقيقة والمعلومات المضللة.
التربية الإعلامية والمعلوماتية: أداة لمواجهة تحديات الأخبار الزائفة
تُعدّ التربية الإعلامية والمعلوماتية من أهمّ الوسائل لمواجهة تحديات الأخبار الزائفة، حيث تُمكّن الأفراد من تحليل المعلومات وتقييمها قبل تداولها، وتركز على تعزيز التفكير النقدي والقدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة. وتسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال مواجهة الحملات الإعلامية التي تثير الكراهية والتفرقة بين الأفراد.
أمثلة على دور الأخبار الزائفة في إشعال الصراعات
في عالم اليوم، ترافقت الأحداث الدولية على كافة الأصعدة مع أزمات سببتها الأخبار الزائفة، ومنها:
- حرب غزة 2023: أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معلومات حول "جرائم جنسية وقتل" ارتكبتها عناصر من حماس، ما أشعل أزمة عالمية قبل أن يتبين لاحقاً أنها "مزاعم لا أساس لها من الصحة".
- جائحة كورونا 2020: أدت المعلومات المضللة حول طرق العلاج إلى تعريض حياة الكثيرين للخطر، و ساهمت شائعات حول أعداد الإصابات والوفيات في زيادة الخوف والذعر.
- أزمة الروهينغيا 2017: انتشرت تقارير كاذبة عن المسلمين الروهينغيا في ميانمار، مما أدى إلى تصاعد العنف والتهجير الجماعي لهذه الأقلية.
- حرب العراق 2003: استُخدمت الأخبار الزائفة لتبرير الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، حيث تم استخدام معلومات استخباراتية، بعضها ثبت لاحقاً أنه مضلل أو غير دقيق.
تحديات مستقبلية: حروب المعلومات والذكاء الاصطناعي
مع التقدم التكنولوجي السريع، يتطور "احترافي" في صناعة الأخبار الزائفة، حيث يمكن أن نواجه تصريحات مزيفة تظهر في فيديوهات مفبركة يصعب التحقق من صحتها، كما قد تشهد المنظومات الإعلامية عمليات اختراق لسرقة المعلومات أو تشويهها وإعادة نشرها بشكل مزيف.
سيستخدم السياسيون "الذكاء الاصطناعي" لصياغة روايات تستند إلى معلومات مُقتطعة وغير دقيقة، بهدف كسب الرأي العام لصالح توجهاتهم، مما سيؤدي إلى نشوب حرب حقيقية بين الحقيقة والتظليل.
ضرورة التوعية وإشراك وسائل الإعلام
من الضروري إشراك وسائل الإعلام التقليدية والرقمية في تنظيم حملات توعوية، بالتعاون مع وزارات الإعلام، بهدف تعزيز القدرة على استهلاك المحتوى الإعلامي بشكل نقدي، وإعداد الجمهور لمواجهة تحديات عصر المعلومات الرقمية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً