كيف تبدو الحياة الثقافية في سوريا وماذا فعلت بها سنوات الحرب..؟
الحياة الثقافية في سوريا: بين الحرب والتعافي
تأثير الحرب على المشهد الثقافي
لقد أثرت الحرب على سوريا بشكل كبير على الحياة الثقافية في البلاد، حيث تفرقت الكلمة ووهنت، ولكنها لم تمت. لقد عانت الثقافة كما عانت جميع مفاصل البلد، وظل الإنسان السوري صامداً طوال هذه المدة محاولاً أن يعيد بناء ما تدمر.
الأسئلة التي تطرح نفسها
تُطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل الحياة الثقافية في سوريا. كيف يمكن إعادة الروح إلى المشهد الثقافي؟ هل إقامة الفعاليات الثقافية تكفي لذلك؟ ما هو دور المراكز الثقافية في استقطاب المبدعين والجمهور معًا؟
محاولات إعادة إحياء الحياة الثقافية
على الرغم من التحديات، أقيمت العديد من الأنشطة الثقافية في سوريا منذ بداية الأزمة. قامت بعض الجمعيات وبيوتات الثقافة بإقامة أمسيات وفعاليات متنوعة في بعض البيوتات القديمة في العاصمة أو في بعض المقاهي، جنبًا إلى جنب مع نشاط المراكز الثقافية التي نشطت أيضًا في السنوات الأخيرة. كما ساهمت وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب في دعم بعض الفعاليات.
الجهود المبذولة من اتحاد الكتاب العرب
يؤكد د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب، أن الحياة الثقافية في سوريا استمرت من خلال طباعة الكتب وإقامة الفعاليات الثقافية في كافة أنحاء سوريا، وأنه لا يمكننا القول إن المشهد الثقافي السوري في أفضل حالاته، بل إن هناك تراجعًا في هذا المشهد. ويضيف أن الثقافة بحاجة ماسة إلى مزيد من التطوير والنهوض بها، لاسيما لجهة فتح حوارات ونقاشات ثقافية وفكرية في كثير من القضايا التي يعتبرها البعض من المحرمات.
آراء المثقفين
يشير الكاتب والباحث د. عدنان عويّد إلى أن الثقافة في أبسط صورها وبكل أنساقها هي المعرفة، وأنها مرتبطة بالوعي العقلاني الحيادي غير المتحيز إلا للإنسان وقضاياه المصيرية. ويؤكد على ضرورة التركيز على الثقافة العقلانية النقدية التي تؤمن بالإنسان وقضاياه وبحق الاختلاف واحترام الرأي الآخر.
ويقول الشاعر قحطان بيرقدار مدير منشورات الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب: "إنه سؤال يثير شجونا كثيرة وعميقة (كيف يمكن إعادة الروح إلى المشهد الثقافي سوريا؟)، ويمكن أن نستنتج منه ببساطة أن المشهد الثقافي حاليا بلا روح." ويضيف "إن الروح السورية، في السنوات الأخيرة، منهكة عموما، وقد أشرفت، ربما، على الفناء من شدة ما تعرضت له هذه الروح من مآس وصدمات وخيبات لأسباب تتصل بواقع جميع المشاهد السورية الراهنة."
دور المراكز الثقافية
ترى وجدان أبو محمود رئيسة فرع اتحاد الكتاب في محافظة السويداء أن إعادة الرّوح إلى المشهد الثقافي السّوري تقتضي جملة من الإجراءات الإنعاشيّة العامّة لتعقيدات الرّاهن السّوري وتأزّمه. وتؤكد على ضرورة تجديد الخطاب الفكري شكلاً وموضوعاً. وتستعرض بعض الخطط التي نفذّها فرع اتحاد الكتاب العرب في السويداء في محاولة إعادة الروح للحياة الثقافية.
أهمية الدعم الاقتصادي
يقول الكاتب المسرحي جوان جان: "لا تنفصل فعالية الحراك الثقافي عن الأوضاع العامة في أي بلد من البلدان، بل يكاد يكون الحراك الثقافي أكثر هذه الفعاليات ارتباطاً بباقي الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية." ويؤكد على أهمية الدعم الاقتصادي للنشاط الثقافي، لا سيما في ظل غياب شبه تام للقطاع الخاص في دعم هذا النشاط.
استعادة دور الثقافة
يرى الشاعر د. أسامة الحمُّود عضو اتحاد الكتاب العرب أن إعادة الروح للمشهد الثقافي في سوريا، يتطلب أن يكون أصحاب الشغف الثقافي، هم القائمون على مرافق العمل الثقافي في مؤسساته المختلفة، وأن يُتاح لهم هامشٌ للخروج عن المألوف. ويؤكد على ضرورة ضبط المنابر التي بات بعضها متاحًا لأدعياء الثقافة دون قيدٍ أو شرط.
ضرورة التكاتف
لا زلنا نحتاج للعمل الكثير كي تستعيد الحياة الثقافية روحها وتماسكها، وألفتها. ما حدث خلال الأزمة السورية، من انقسام في صفوف المثقفين كبير جدا والهوة لازالت كبيرة. استعادة روح الثقافية في الداخل فقط ستكون ناقصة إن لم تتبعها خطوات أخرى لاستقطاب البقية ممن يتواجدون في الخارج لهذا السبب أو ذاك. يجب أن تتكاتف الجهود لما فيه مصلحة الجميع، كون الثقافة هي المرآة التي تعكس حضارة أي بلد وزهوته.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً