كيف تثبت كلمة واحدة عجز الذكاء الاصطناعي؟
لماذا عجز الذكاء الاصطناعي عن عدّ حروف كلمة واحدة؟
على الرغم من التقدم الكبير الذي حققه الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة مثل توليد النصوص وكتابة الأكواد، فإنه لا يزال يواجه تحديات في مجالات أخرى، مثل فهم وإحصاء الحروف في كلمة واحدة.
عجز الذكاء الاصطناعي في عد الحروف
يُظهر الذكاء الاصطناعي عجزًا واضحًا في تحدي بسيط كعدّ الحروف في كلمة مثل “Strawberry” أو “Hippopotamus”. وبرغم بساطة هذا السؤال، فإن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه تقديم إجابة صحيحة.
ويرجع هذا العجز إلى الطريقة التي يتعامل بها الذكاء الاصطناعي مع النصوص. فبدلاً من معاملة النصوص والحروف على أنها عناصر أساسية يمكن فهمها، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحويلها إلى رموز تُعرف بـ “توكن” (Tokens) باستخدام تقنية تُسمى (Tokenization). وتقوم هذه التقنية بتحويل الحروف والكلمات إلى أرقام يستطيع الذكاء الاصطناعي فهمها.
وتختلف آلية تحويل هذه الرموز بين نماذج الذكاء الاصطناعي، مما يؤثر على قدرتها على فهم النصوص والحروف. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الذكاء الاصطناعي بتقسيم كلمة “سلسبيل” إلى “سلس” و”بيل” أو “سل” و”س” و”بيل”. وبالتالي، يُصبح الذكاء الاصطناعي غير قادر على عدّ الحروف بشكل صحيح، لأنه ينظر إلى الكلمة كمجموعة من المقاطع وليس كمجموعة من الحروف الفردية.
هل يمكن تخطي هذه العوائق؟
مع التطور السريع في نماذج الذكاء الاصطناعي، قد تُصبح هذه العوائق أقل بروزًا في المستقبل. فعلى سبيل المثال، تُعدّ بعض النماذج الاحترافية المدفوعة مثل “O1” من “ChatGPT” قادرة على تخطي هذه العوائق بشكل كبير، لأنها تعتمد على آلية عمل مختلفة تُسمى “المنطق”.
وتُتيح هذه الآلية فهم الكلمات والحروف بشكل أكثر دقة، وبالتالي قدرة أكبر على عدّ الحروف بشكل صحيح. ولكن، تتطلب هذه الآلية موارد أكبر، مما يجعلها أغلى ثمناً من النماذج المجانية.
هل الذكاء الاصطناعي عاجز؟
لا يعني وجود هذه العوائق أن الذكاء الاصطناعي عاجز بشكل عام. فعلى الرغم من اعتمادها على آلية المقاطع، تُظهر نماذج الذكاء الاصطناعي براعة في فهم الجمل والطلبات المركبة. لذا، يُعدّ الذكاء الاصطناعي بارعًا في بعض الجوانب دون غيرها.
وعلى الرغم من هذه القدرات، لا يمكن للذكاء الاصطناعي استبدال البشر في بعض المهام التي تتطلب آلية تفكير منطقية وربط النتائج بالطلبات الموجهة إليه، خاصة إذا كانت تلك الطلبات تتطلب مهام خفية تتكون من أكثر من مرحلة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً