كيف ساهمت المقاومة بتأخير توغل الاحتلال في مخيم جباليا؟

مقاومة شرسة تعرقل تقدم جيش الاحتلال في جباليا

مقاومة عنيدة في مواجهة التوغل الإسرائيلي

أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا على فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في التوغل داخل مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، معتبرا أن عمليات المقاومة الفلسطينية لعبت دورا محوريا في تأخير تقدمه. وقد شهدت معارك شمالي قطاع غزة مقتل ضابط وجنديين اثنين من جيش الاحتلال، بالتزامن مع عمليات للمقاومة في محاور مختلفة.

استراتيجية المقاومة وتكتيكات القتال

وُضعت خطة مُسبقة من قبل قوى المقاومة، تهدف إلى مواجهة الاحتلال خارج المخيم، مما يُوفر مساحة زمنية تؤخر توغله. وقد استفادت المقاومة من تضاريس المنطقة لزرع الكمائن، واستهداف القوات الإسرائيلية بشكل فعال.

مقاومة شرسة واستنزاف للقوات الإسرائيلية

وأشار حنا إلى أن المقاومة نجحت في فرض قتال استنزافي حول محيط جباليا، باستخدام تكتيكات متقدمة تُوائم بيئة المعارك، مثل الكمائن والقنص، واستهداف الآليات العسكرية بعبوات ناسفة وأسلحة مختلفة. وأكد على أن هذه العملية هي بمثابة "معركة حياة أو موت" للمقاومة، فهي أيضًا معركة حيوية بالنسبة لجيش الاحتلال الذي يسعى إلى التوغل والسيطرة على المنطقة بالكامل، مما يجعل هذا الصراع معقدًا للغاية.

الفرقة العسكرية الإسرائيلية وقوة النيران

أدخلت قوات الاحتلال "فرقة ناقص" (أقل من فرقة عسكرية بقليل) تتكون من لواءين مدرعين (لواء 460 ولواء 401) ولواء غفعاتي للمشاة. وتتألف هذه الفرقة من أكثر من لواء، ويصل عدد أفرادها إلى أكثر من 10 آلاف جندي. كما يعتمد جيش الاحتلال على معدات ثقيلة، بما في ذلك جرافات "دي 9" وآليات هندسية لمساعدته في اجتياح المناطق السكنية التي تتمركز فيها المقاومة.

سر نجاح المقاومة:

وأوضح حنا أن سر نجاح المقاومة يكمن في توفيرها ملاذًا آمنًا لمقاتليها، وإتقانها لعنصري الزمان والمكان، بالإضافة إلى البنية اللوجستية التي تدعم صمودها المستمر، وعزيمة المقاتلين التي تلعب دورًا محوريا في مقاومة الاحتلال.

ضربات المقاومة وتشتيت جهود الاحتلال:

وأشار إلى أن العمليات المتكررة للمقاومة، مثل استهداف آليات وجنود الاحتلال بقذائف هاون وعبوات ناسفة، تعمل على إبطاء تقدم القوات الإسرائيلية وتشتيت جهودها.

اختبار للإرادة والإستراتيجية:

يرى العميد حنا أن المعركة الحالية تمثل اختبارًا للإرادة والإستراتيجية لدى الطرفين، حيث يسعى جيش الاحتلال لتفريغ شمال القطاع من المقاومة، في حين تعمل الأخيرة على إفشال هذه المحاولات عبر التصدي للتوغل باستخدام أساليب فعالة ومنظمة.