لماذا تراجعت الشركات الغربية عن خططها للخروج من روسيا؟

أسباب بقاء الشركات الغربية في روسيا

رغم التصريحات السابقة عن مغادرة روسيا عقب أزمة أوكرانيا، بقيت شركات غربية كبرى، ومن بينها "أفون بروداكتس" و"أير ليكويد" و"ريكيت"، وذلك بسبب العقبات البيروقراطية المتزايدة وانتعاش النشاط الاستهلاكي.

وجدت كلية كييف للاقتصاد أن أكثر من 2100 شركة متعددة الجنسيات بقيت في روسيا منذ عام 2022، مقارنة بحوالي 1600 شركة دولية انسحبت من السوق أو قلصت عملياتها.

رفعت موسكو تدريجياً تكلفة مغادرة الشركات، بما في ذلك خصم إلزامي بنسبة 50% على الأصول المباعة للمشترين الروس وضريبة خروج لا تقل عن 15%. كما أصبح من الصعب العثور على مشترين محليين مقبولين لكل من البائع وموسكو ولا تتعارض مشاركتهم مع العقوبات الغربية.

العوامل الاقتصادية

ارتفعت الأجور والوضع الاقتصادي الأكثر تفاؤلاً من المتوقع أدى إلى طفرة في الإنفاق، مما جعل روسيا أكثر جاذبية للشركات متعددة الجنسيات، ولا سيما في قطاع السلع الاستهلاكية.

المخاوف من التأميم

كانت الشركات متعددة الجنسيات تضع في اعتبارها مصاعب الشركات الغربية مثل كارلسبرغ ودانون، حيث تمت مصادرة أصولهما بعد إعلانهما عن خطط للمغادرة.

أعلنت شركة بيبسيكو أنها أوقفت بيع وإنتاج مشروبها الرئيسي في روسيا ولكنها لا تزال تدير أعمال منتجات الألبان في البلاد.

أنشأت شركة كوكا كولا، التي أوقفت شحن المشروبات الغازية إلى روسيا، شركة تعبئة مستقلة، "مالتون بارتنرز"، والتي تنتج علامة تجارية روسية منخفضة التكلفة تُدعى "دوبري كولا".

تراجع الضغوط الأخلاقية

صرح الرئيس التنفيذي لشركة مونديليز لصحيفة فاينانشل تايمز مؤخرًا أن المستثمرين "لا يهتمون أخلاقياً" بما إذا كانت المجموعات غادرت البلاد أم لا."، مشيرًا إلى أن الشركات لن تبيع أصولها بالمخاطرة بتخفيضات كبيرة. كما أن هناك عدم وضوح بشأن عمليات سحب الاستثمارات المعلنة لبعض الشركات.

ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بشأن التأميم المحتمل للأصول الأجنبية في روسيا، مما يجعل الشركات مترددة في المغادرة بشكل كامل.

وفي الختام، فإن بقاء الشركات الغربية في روسيا له أسباب اقتصادية وبيروقراطية متشابكة، بما في ذلك العقبات في البيع والتأميم والمناخ الاقتصادي المحسن والمخاوف الأخلاقية المتراجعة.