مؤتمر باريس لدعم لبنان.. نتائج "مثمرة" إنسانياً و"مخيّبة" سياسياً
مؤتمر باريس لدعم لبنان: وعود إنسانية وتحديات سياسية
النتائج الإيجابية:
حقق "مؤتمر باريس لدعم لبنان" نجاحاً ملحوظاً على مستوى المساعدات الإنسانية، حيث جمع نحو مليار دولار، متجاوزاً الهدف المحدد بـ 460 مليون دولار. سيتم توزيع هذه الأموال على وكالات الأمم المتحدة المعنية بالشؤون الإنسانية، لتقديم الدعم للنازحين اللبنانيين.
الدعم العسكري:
أُعلن عن تقديم 200 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني، تشمل هذه المساعدات تمويل خطة لتجنيد 6 آلاف جندي إضافي ونشر 8 آلاف جندي في جنوب لبنان. ستشمل المساعدات أيضاً توفير الوقود والإمدادات الطبية اللازمة لعمليات الجيش.
التحديات السياسية:
على الرغم من النجاح في جمع المساعدات، فإن "مؤتمر باريس" لم يقدم حلولاً لوقف إطلاق النار أو لتنفيذ قرار مجلس الأمن (1701) بشكل كامل. لا تزال هناك اختلافات في وجهات النظر بين باريس وواشنطن حول كيفية تطبيق القرار، فبينما تدعم فرنسا التطبيق دون أي تعديل، تسعى الولايات المتحدة إلى إدخال بعض الملاحق عليه، تطلب من خلالها السماح لإسرائيل بمواصلة التحليق الجوي فوق الأراضي اللبنانية لمراقبة أي محاولات لإعادة تسليح حزب الله، ومنح قوات اليونيفيل صلاحيات أوسع للتفتيش عن الأسلحة في المناطق الحدودية مع إسرائيل.
تتطابق وجهة نظر لبنان بشكل كبير مع الرؤية الفرنسية، حيث ترفض الحكومة اللبنانية أي تعديل على قرار (1701) أو على مهمة (اليونيفيل)، وتطالب بدعم الجيش اللبناني لكي يتمكن من بسط سيادة الدولة على كافة أراضيها.
اختلافات الرؤى:
الرؤية الفرنسية:
تطبيق قرار مجلس الأمن (1701) دون أي تعديل.
وقف التدخل الإيراني في الشأن اللبناني.
دعم الجيش اللبناني لفرض سيطرته على الجنوب.
تعتبر باريس أن إمكانية تدمير قدرات "حزب الله" العسكرية بشكل نهائي هي "مسألة غير واقعية".
الرؤية الأميركية:
إدخال ملاحق على القرار (1701)
السماح لإسرائيل بالتحليق الجوي لمراقبة "حزب الله".
منح قوات اليونيفيل صلاحيات أوسع للتفتيش على الحدود.
تخشى باريس من انهيار الوضع واندلاع حرب أهلية في لبنان.
وقف إطلاق النار:
لم يحقق "مؤتمر باريس" أي تأثير على مستوى وقف إطلاق النار. تُصر واشنطن على أن قرار استمرار الحرب أو وقفها يبقى بيدها، انطلاقاً من تأمين المصالح الإسرائيلية.
تختلف وجهة نظر باريس عن وجهة نظر واشنطن بشأن "حزب الله". ترى باريس أن "حزب الله" لا يزال قادراً على المواجهة لفترة طويلة، وأن عملياته العسكرية تقاد مباشرة من قبل ضباط في الحرس الثوري الإيراني.
الخوف من انهيار لبنان:
عبّر وزير الدفاع الفرنسي عن مخاوفه من انهيار وشيك في لبنان وخطر اندلاع حرب أهلية، و دعا إلى ضرورة التوصل سريعاً إلى وقف لإطلاق النار، الذي يمثل "ضرورة لأمننا الجماعي".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً