مؤسسة قطر تعزز نسبة تمثيل الجينوم العربي في البحوث الدولية
دور قطر في تعزيز تمثيل الجينوم العربي في البحوث الدولية
نقص التمثيل العربي في بحوث الجينوم
أظهرت دراسة علمية حديثة أن تمثيل الأفراد من الأصول العربية في بحوث الجينوم بلغت نحو 0.17% فقط مقارنة بـ88% من الأفراد ذي الأصول الأوروبية. هذا التفاوت يؤثر بشكل مباشر على فهم الأمراض السائدة في العالم، ومنهجية تطوير العلاجات، وصناعة الدواء، وابتكار سبل الوقاية من الأمراض. بينما يشكل الأفراد ذوي الأصول الأوروبية أقلية بين سكان العالم، إلا أنهم يشكلون النسبة الأكبر في بحوث الجينوم البشري.
دور مؤسسة قطر في تعزيز التنوع الجيني
تسعى دولة قطر إلى تعزيز الرعاية الصحية الدقيقة في المنطقة، وتلعب مؤسسة قطر دورًا رئيسيًا في هذا المجال. من خلال معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، وقطر بيوبنك وقطر جينوم، تسعى المؤسسة لمعالجة هذا الخلل العالمي.
تُعدّ التركيبة السكانية لدولة قطر فريدة، حيث تضم نسبة كبيرة من سكان الشرق الأوسط الذين لا يتم تمثيلهم بشكل كاف في قاعدة بيانات الجينوم العالمية. يسعى المعهد إلى دمج الطب الدقيق في استراتيجيات الصحة الوطنية، مما يساعد في تعزيز تمثيل الجينوم العربي في البحوث الدولية.
أهمية الطب الدقيق في تحسين صحة الأقليات
يُعدّ الطب الدقيق أحد المجالات الرئيسية التي ستسهم في إحداث تغيير على مستوى الأنظمة الصحية في العالم، وخاصة في تعزيز صحة الأقليات الذين غالبًا لا يتم تضمينهم في الأبحاث بشكل عام. يُركز مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، على مواضيع مثل صحة الأقليات والسكان المعرضين للخطر، والابتكار والتغيير على مستوى النظام.
التحديات التي تواجه البحوث الجينية
تتضح التحديات التي تواجه البحوث الجينية من خلال هيمنة الجينوم الأوروبي في الدراسات المتعلقة بالأدوية. فقد استثمر الأوروبيون مبكرًا في البنية التحتية للبحوث الجينية، مما أدى إلى اعتماد الباحثين على الجينوم الأوروبي كمرجع لهم. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن البحوث الجينية محط اهتمام الإستراتيجيات الوطنية في المنطقة العربية بسبب ارتفاع تكاليف إنشاء البنية التحتية، وارتفاع تكاليف التسلسل الجيني، ونقص القدرات البشرية المتخصصة في علم الوراثة والمعلوماتية الحيوية.
دور قطر بيوبنك وقطر جينوم في تعزيز شمولية بيانات الجينوم
يساهم قطر بيوبنك وقطر جينوم، اللذان يعملان تحت مظلة معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، في تعزيز شمولية بيانات الجينوم العالمية من خلال تحديد تسلسل أكثر من 14 ألفًا و600 جينوم من سكان دولة قطر وأكثر من 2900 جينوم من 19 دولة عربية أخرى. أظهرت دراسة حديثة أن قطر ساهمت بنسبة 96.2% من التمثيل العربي الجينوم في عام 2022. أدت هذه الجهود إلى تحديد أكثر من 24.6 مليون متغير غير معروف سابقا، وهو ما يبرز الدور المهم الذي تلعبه مؤسسة قطر والباحثون فيها في معالجة النقص في تمثيل الأصول العربية في أبحاث الجينوم.
أهمية دمج البيانات الجينومية مع البيانات السريرية
أدى دمج البيانات الجينومية مع البيانات السريرية إلى اكتشاف متغيرات جينية مسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية الحادة. تُعدّ هذه النتائج محورية في تعزيز فهمنا لآليات الأمراض السائدة بين السكان العرب. كما تُعدّ هذه المشاركة أمرا بالغ الأهمية لابتكار منهجيات جديدة في تطوير الأدوية والوقاية من الأمراض التي تلبي احتياجات مجموعات سكانية متنوعة على مستوى العالم.
التحديات المستقبلية في مجال البحوث الجينية
لا تزال هناك تحديات تواجه الباحثين في مجال البحوث الجينية، منها ضمان استمرار مشاركة السكان في الدراسات طويلة الأمد، والتفاوت في مستوى الثقافة الصحية، والخصوصيات الثقافية فيما يتعلق بجمع البيانات. بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب الموارد اللازمة وتمويل البحوث المشتركة في العديد من الدول يُعدّ تحديًا كبيرًا.
ضرورة تعزيز التعاون الدولي في تبادل البيانات الجينومية
يواجه الباحثون تحديات تقنية وتنظيمية معقدة في تبادل البيانات الجينومية على المستوى الدولي. يتطلب الأمر مزيدًا من التعاون لبناء أطر تعاون ومنصات لتسهيل التبادل الآمن للبيانات والامتثال للوائح حماية البيانات الدولية، مما يُساهم في بناء المزيد من الشراكات القوية والتعاون في هذا المجال.
مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش 2024”
ستُعقد النسخة السابعة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش 2024″ في الدوحة يومي 13 و14 نوفمبر / تشرين الثاني المقبل. يُعدّ هذا المؤتمر مبادرة عالمية لمؤسسة قطر، ويُعقد تحت شعار “الصحة من منظور إنساني: المساواة والمرونة في مواجهة الصراعات”. يشارك في المؤتمر أكثر من 3 آلاف مشارك من القيادات والرواد والمبتكرين والباحثين ورجال الأعمال والعاملين في مجال الرعاية الصحية حول العالم بهدف البحث عن حلول مبتكرة للتحديات الصحية التي تواجه العالم اليوم.
يتعاون “ويش” هذا العام مع منظمة الصحة العالمية في إطلاق 3 مشاريع بحثية رائدة، تهدف إلى إصدار تقارير علمية رصينة ستتم مناقشتها خلال القمة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً