ما الذي حققته «طالبان» بعد 3 سنوات من حكم أفغانستان؟
ما الذي حققته "طالبان" بعد 3 سنوات من حكم أفغانستان؟
"طالبان" بين القبول الإقليمي والتحديات الداخلية
على الرغم من مرور ثلاث سنوات على سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان، إلا أن الحكومة لم تحظَ باعتراف دولي، وتواجه تحديات داخلية كبيرة. فبينما تعتمد بعض الدول الإقليمية على "طالبان" لمواجهة التهديد الإرهابي، لا تزال الجماعة تواجه انتقادات شديدة بسبب معاملتها للنساء، وانعدام الاستقرار الاقتصادي، وتزايد التهديد الإرهابي في البلاد.
قبول إقليمي مع قيود
تعتمد الدول الإقليمية، مثل روسيا والصين وإيران، على "طالبان" لمواجهة الجماعات الإرهابية، مثل "داعش"، التي تهدد استقرار المنطقة. وقد أرسلت الصين موفدًا إلى كابل، وعملت على استخراج الموارد المعدنية من شمال أفغانستان. كما تعاونت "طالبان" مع الدول الإقليمية لمحاربة "داعش"، وأطلقت حملات ضد مخابئ الإرهابيين في جميع أنحاء أفغانستان.
ومع ذلك، لم تعترف أي دولة بحكومة "طالبان" رسميًا، وتظل القيود المفروضة على النساء نقطة شائكة، فقد أغلقت المدارس والجامعات أمام النساء، كما تم حظر دخولهن إلى الحدائق والمتنزهات. وأدى هذا إلى انتقادات شديدة من الأمم المتحدة، التي وصفت سياسات "طالبان" تجاه النساء بـ"الفصل العنصري بين الجنسين".
أزمة إنسانية متفاقمة
يواجه المجتمع الأفغاني أزمة إنسانية متفاقمة، نتيجة للكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والزلازل، مما أدى إلى نقص الغذاء في أجزاء كبيرة من البلاد. وتعتمد "طالبان" بشكل كبير على المساعدات الإنسانية من الدول الأجنبية، مثل الولايات المتحدة، لضمان توفير الغذاء والمأوى للمواطنين.
تواجه "طالبان" صعوبة في الحصول على اعتراف دولي، خاصةً بسبب معاملتها للنساء. فقد منعت "طالبان" 2.5 مليون فتاة من التعليم، كما حظرت على النساء دخول صالونات التجميل والحدائق العامة. وأدانت واشنطن وعواصم عالمية أخرى معاملة "طالبان" للنساء، مشددةً على ضرورة منحهن حقوق وفرص متساوية.
وضع هش داخل "طالبان"
لا تزال "طالبان" تواجه تحديات داخلية كبيرة، فقد أثار تصرفها انزعاج باكستان، التي كانت تُعدّ مرشدتها الوحيدة في المنطقة، خاصةً بخصوص عدم الاعتراف بـ"خط دوراند"، الحدود بين البلدين. وتوفر "طالبان" ملاذات آمنة لقادة "طالبان" الباكستانية في أفغانستان، مما أدى إلى زيادة الهجمات الإرهابية في باكستان في عام 2021.
فشلت سياسة باكستان تجاه أفغانستان في جني الثمار المرجوة، فقد كانت القوات الأمنية الباكستانية تدعم "طالبان" الأفغانية على أمل أن تثبت ولاءها لباكستان، لكن هذا لم يحدث.
مستقبل غامض
تواجه "طالبان" مستقبلًا غامضًا، فبينما حققت بعض التقدم على الصعيد الإقليمي، لا تز ال تواجه تحديات داخلية كبيرة، و خاصةً في مجال حقوق الإنسان والاقتصاد. ستكون السنوات القليلة القادمة حاسمة لمستقبل أفغانستان وحركة "طالبان" فيها.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً