ما سبب القطيعة بين الرواية والسينما؟.. كتاب سيناريو يجيبون
من الكتب إلى الشاشة: هل انقطعت العلاقة بين الرواية والسينما؟
اتهام بالإفلاس أم فرص جديدة؟
في سياق النقاش المُتواصل حول علاقة الأدب بالسينما، أثار مهرجان الجونة السينمائي تساؤلاً مُهمًا: لماذا تُعاني الأعمال الفنية المُستوحاة من الروايات من تراجعٍ واضح في الفترة الأخيرة؟
خلال جلسة بعنوان "من الكتب إلى الشاشة: التقريب بين الأدب والسينما"، شارك ثلاثة كتّاب سبق لهم تحويل رواياتهم إلى أعمالٍ سينمائية: مريم نعوم، وتامر حبيب، وأحمد مراد، وأدار الندوة الناقد السينمائي رامي عبد الرازق.
أشار السيناريست تامر حبيب إلى أن هناك نقصًا ملحوظًا في تحويل الروايات إلى أفلام، رغم الأهمية الكبيرة لهذا النوع من الأعمال في تشجيع القراءة. وأعرب عن دهشته من الانتقادات التي تُوجه إلى المؤلفين الذين يُحاولون تحويل رواياتهم إلى مشاريعٍ فنية، واصفًا ذلك الاتهام بـ "الإفلاس الفني".
صعوبات وعقبات تمنع رواج أفلام الروايات
من جانبه، أكد الروائي والسيناريست أحمد مراد أن الأجيال الجديدة من كتّاب السيناريو غير متحمسة لتحويل الروايات إلى أفلام، ويبحثون عن أفكارٍ مُستقلة. وأرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها صعوبات سوق الإنتاج، وتفاوت مهارات كتّاب السيناريو في تحويل الروايات إلى أعمالٍ سينمائية.
وأوضح مراد أن كتابة الرواية تختلف بشكلٍ كبير عن كتابة السيناريو، خاصة في الأسلوب الأدبي. وشدد على ضرورة تجنب اختصار الروايات بشكلٍ غير مبرر، مشيرًا إلى أن هناك بعض كتّاب السيناريو الذين يتعاملون مع الموضوع بـ "الفهلوة".
نجيب محفوظ: نموذج للتكيف
أكدت الكاتبة مريم نعوم على ضرورة تفكيك النص الأدبي عند تحويله إلى عملٍ درامي، مع الحفاظ على جوهر الرسالة والأفكار. وذكرت أن هناك بعض الكتّاب يُصرّون على الحفاظ على جميع تفاصيل أعمالهم الروائية عند تحويلها إلى أفلام، بينما البعض الآخر يُفضل التكيف مع المتطلبات السينمائية. وأشارت إلى أن الكاتب نجيب محفوظ كان من بين الذين يُفضلون التكيف مع الشاشة، مشيرة إلى أنه كان يُدرك أن تحويل الرواية إلى عملٍ فني يتطلب بعض التغييرات.
خاتمة
يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستعود الروايات إلى الشاشة بقوةٍ، أم أن هذا الاتجاه سيتراجع مع الوقت؟ يعتمد ذلك على العديد من العوامل، منها مهارات كتّاب السيناريو، وتقبل الجمهور للأعمال الفنية المُستوحاة من الروايات، ومُشاركة المُبدعين في تشكيل هذه العلاقة من جديد.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً