متخصص نفسي: مواقع التواصل الاجتماعي تدفع كثيرين لإيذاء أنفسهم

إيذاء النفس: دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز سلوكيات ضارة

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة للتعبير عن المشاعر السلبية، ما قد يدفع بعض الأفراد إلى تقليد سلوكيات ضارة مثل إيذاء النفس.

عانت ميلاني فيمر، من ألمانيا، من اضطراب الشخصية الحدي الذي دفعها إلى إيذاء نفسها باستخدام شفرة حلاقة. على مدار سنوات، أخفت ندباتها عن العالم، لكنها أخيرًا قررت تقبل نفسها ونبذ الخجل من ندباتها. أصبحت فيمر مثالًا على قدرة الفرد على التعافي من إيذاء النفس وتقبل ذاته.

يشير الأطباء إلى أن إيذاء النفس قد يكون نتيجة لمعاناة عاطفية حادة أو ضغط نفسي. فقد أظهرت دراسة أجريت على 9500 من تلاميذ المدارس في ألمانيا أن حوالي 18٪ منهم قد مارسوا إيذاء النفس. ويرى الدكتور مايكل كايس، مدير العيادة الجامعية للطب النفسي للأطفال والمراهقين والطب النفسي في برن بسويسرا، أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم هذه الظاهرة.

يمكن أن يؤدي البحث عن محتوى يرتبط بالحزن أو الأزمات إلى ظهور مواد تتناول إيذاء النفس والانتحار على وسائل التواصل الاجتماعي. وتعترف فيمر بسهولة الانغماس في المشاعر السلبية عبر الإنترنت، مما قد يؤدي إلى شعور بالمنافسة أو التحدي بين الأفراد الذين يمارسون إيذاء النفس.

يشعر خبراء الصحة العقلية بالقلق من أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تشجع على تقليد سلوكيات إيذاء النفس. يقول الدكتور ساشا زوليجر، المعالج النفسي في عيادة نورمبيرغ، إن فكرة إيذاء النفس أصبحت أكثر شيوعًا وانتشارًا بفضل المحتوى المتاح على الإنترنت. ومع ذلك، يمكن أن توفر وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا دعمًا للأفراد الذين يعانون من إيذاء النفس.

تُظهر دراسات أجريت على طلاب المدارس في ألمانيا أن العديد من الأفراد الذين يعانون من اضطرابات عاطفية لا يسعون للحصول على المساعدة. يشعر خبراء الصحة العقلية بالقلق من أن 75٪ من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات الصحة العقلية لا يلجؤون إلى متخصصين. ويؤكد الدكتور كايس على أهمية البحث عن المساعدة في الوقت المناسب، خاصةً للأشخاص الذين يمارسون إيذاء النفس، لأنهم غالبًا ما تكون لديهم أفكار انتحارية.

مع وجود موارد وأدوات جديدة، يمكن للأفراد التغلب على إيذاء النفس وتقبل أنفسهم. تؤكد قصة فيمر على أهمية دعم الذات وتقبل النقاط السلبية في الماضي. يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أداة مفيدة في هذا الصدد، من خلال توفير الدعم والوعي بالمشكلات الصحية العقلية.

يُوصى بالبحث عن المساعدة من متخصصي الصحة العقلية إذا كنت تعاني من مشكلات صحية عقلية أو كنت تفكر في إيذاء نفسك أو الانتحار. يمكن لمتخصصي الصحة العقلية تقديم الدعم والمشورة لمساعدتك في التغلب على هذه التحديات.