محظوظة لأنني لم أتعرض للاغتصاب.. شهادات لاجئات سوريات بليبيا

قصص مروعة: شهادات لاجئات سوريات عن انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا

تروي لاجئات سوريات قصصًا مروعة عن المعاناة والانتهاكات التي واجهوها في ليبيا أثناء رحلة الهجرة بحثًا عن حياة أفضل. ففي ليبيا، تتعرض النساء والأطفال للعنف الجنسي، والاعتداء، والاستغلال، وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.

قصص عن العنف والانتهاك

أكدت لاجئة سورية تدعى آية، في تصريح لموقع "مهاجر نيوز", أنها شعرت بالحظ لأنها لم تتعرض للاغتصاب في ليبيا، على عكس العديد من النساء والأطفال الآخرين. فقد أمضت النساء والأطفال أسابيع، أو حتى أشهر، في ليبيا قبل محاولة عبور البحر إلى إيطاليا.

وصفت نيما*، وهي أم سورية شابة، الخوف الذي عاشته في السجون الليبية، حيث أخبرها السجناء الآخرون أن الحراس يجبرون الأطفال على ممارسة الجنس مع بعضهم البعض، ويقومون بتصويرهم، ثم يجبرون العائلات على مشاهدة هذه التسجيلات.

منظمات دولية تدق ناقوس الخطر

تؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن العديد من النساء اللواتي تم إنقاذهن من البحر كنّ حوامل نتيجة اغتصاب في ليبيا، أو على طريق الهجرة، أو حتى في بلدانهن الأصلية.

وتصف المنظمة الإنسانية الدولية تجارب النساء اللواتي يسافرن بمفردهن في ليبيا بأنها مروعة، حيث تروي العديد منهن قصصًا عن الاغتصاب والاعتداء الجنسي. وتعاني أخريات من صدمات شديدة تجعلهن غير قادرات على الكشف عن ما مررن به بسبب الخوف.

مخاطر متزايدة على النساء والأطفال المهاجرين

حذرت أليسون ويست، المستشارة القانونية لحقوق الإنسان في المركز الأوروبي لحقوق الإنسان، من أن النساء والأطفال المهاجرين الذين يمرون عبر ليبيا يواجهون أخطارًا شديدة ونقاط ضعف محددة.

فقد قالت لـ "مهاجر نيوز": "غالبًا ما تتعرض النساء والأطفال للعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب والدعارة القسرية والاستعباد." وأضافت: "الأطفال المهاجرون معرضون بشكل خاص للاستغلال والإساءة، بما في ذلك التجنيد من قبل الجماعات المسلحة أو التورط في الأنشطة الإجرامية."

انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا

تُشير العديد من الهيئات الدولية إلى انتهاكات حقوق الإنسان التي يواجهها المهاجرون واللاجئون في ليبيا على مدى العقد الماضي.

فقد أعربت لجنة من خبراء الأمم المتحدة عن مخاوفها من أن المهاجرين أصبحوا ضحايا للاتجار بالبشر، وأنهم يُنقلون إلى مراكز احتجاز لا يُسمح لأي وكالات إنسانية أو محامين أو منظمات المجتمع المدني بالوصول إليها.

وتوضح بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في تقرير مشترك، أن رحلات المهاجرين عبر ليبيا للوصول إلى ساحلها الشمالي "مشوبة بمخاطر كبيرة من انتهاكات وتجاوزات خطيرة لحقوق الإنسان في كل خطوة على الطريق." وأشار التقرير إلى أن "الغالبية العظمى من النساء والفتيات المراهقات الأكبر سنًا اللاتي قابلتهن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أفدن بتعرضهن للاغتصاب الجماعي من قبل المهربين أو المتاجرين."

أمثلة على الانتهاكات

يشرح التقرير بالتفصيل العديد من الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبها "مجموعة من المسؤولين الحكوميين والجماعات المسلحة والمهربين والمتاجرين" ضد المهاجرين. وتشمل هذه الانتهاكات القتل غير القانوني والتعذيب والاحتجاز التعسفي والاغتصاب الجماعي والابتزاز.

شهادة لاجئة: معاملة جيدة من الشعب الليبي

التقت "مهاجر نيوز" مع جمانة* (اسم مستعار)، البالغة من العمر 40 عامًا من سوريا، على متن سفينة الإنقاذ "جيو بارنتس" في وسط البحر الأبيض المتوسط. وقالت إنها وأطفالها وزوجها لم يواجهوا أي مشاكل أثناء وجودهم في ليبيا.

وأشارت إلى أن الشعب الليبي يتمتع بلطف كبير، حيث يُظهر معاملة حسنة تجاه النساء والأطفال، وعندما يرون امرأة، يقومون بمعاملتها بقدر عالٍ من الاحترام.

انتقادات جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية

انتقد ممثل ليبيا لإحدى المنظمات الدولية الكبرى، جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الذي تديره الحكومة الليبية، واصفًا إياه بأنه "مركز احتجاز بحكم الأمر الواقع."

وقال الممثل لـ "مهاجر نيوز": "كنا ندافع عن فصل الأطفال والنساء عن الرجال أثناء الاحتجاز، لكن المخاوف الجدية لا تزال قائمة لأن بعض أجهزة مكافحة الهجرة غير الشرعية تعتبر الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 أو 14 عامًا بالغين. وأشار إلى أن مدة احتجاز الأطفال، فضلاً عن التقارير عن انتهاك حقوق الأطفال المهاجرين وقضايا الحماية، لا تزال تشكل مصدر قلق كبير."

حواجز أمام الحصول على الخدمات

وأضاف الممثل: "لا يزال الوصول إلى الخدمات بشكل عام للمهاجرين في ليبيا يمثل مشكلة. إذا كنت غير موثق، تشعر بالخوف، مما يشكل رادعًا للذهاب لتطعيم طفلك أو إرساله إلى المدرسة. لا نريد أن يترك الآلاف من الأطفال المهاجرين المدرسة وينجذبون إلى التهريب والجريمة."

أعداد النساء والأطفال الوافدين إلى إيطاليا

في عام 2023، لم تمثل الإناث البالغات سوى 10% من إجمالي الوافدين عن طريق البحر إلى إيطاليا، حيث بلغ عددهن 15,967 امرأة، وفقًا لتقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ديسمبر.

وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه في النصف الأول من عام 2024، كان معظم الواصلين عن طريق البحر من الذكور البالغين (75%)، ثم الأطفال غير المصحوبين بذويهم (14%)، والإناث البالغات (6%)، والأطفال المصحوبين (5%).

أبرز الجنسيات بين النساء الواصلات

ومن بين البلدان الرئيسية التي جاءت منها النساء اللاتي وصلن عن طريق البحر إلى إيطاليا في عام 2023، كانت من بينها ساحل العاج (32%)، وغينيا (20%)، تونس (9%)، والكاميرون (7%)، وسوريا (6%)، وأفغانستان (4%)، وذلك انطلاقًا من بلدان مثل تونس وليبيا.

دور مخاطر العبور في اختيار طريق الهجرة

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن السوريين والأفغان هم من بين الأكثر ميلًا للهجرة كعائلات. أشارت المفوضية إلى أن "المخاطر المرتبطة بدول العبور لعبت أيضًا دورًا مهمًا، خاصة في ليبيا، حيث ردعت الظروف القاسية اللاجئات والمهاجرات، بالإضافة إلى الأسر، عن اختيار هذا الطريق."

أطفال غير مصحوبين بذويهم

في عام 2023، شكل الأطفال غير المصحوبين بذويهم 12% من إجمالي الوافدين عن طريق البحر إلى إيطاليا، وهو ما يعادل 18,820 طفلًا. وبالنظر إلى الأرقام المطلقة، شهد هؤلاء الأطفال وصولًا إلى الشواطئ الإيطالية ارتفاعًا بنسبة 34% مقارنة بالعام السابق.

أعداد الوافدين عن طريق البحر

في عام 2023، وصل 157,651 مهاجرًا إلى إيطاليا عن طريق البحر، مقارنة بـ 105,131 في عام 2022، مما يمثل زيادة بنسبة 50%. كما جاء في تقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

مخاطر الرحلة البحرية

يموت 11 طفلاً كل أسبوع أثناء محاولتهم عبور وسط البحر الأبيض المتوسط، وغالبًا ما يكونون بمفردهم أو منفصلين عن والديهم، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن اليونيسف. وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى أن نحو 1500 طفل لقوا حتفهم أو فقدوا منذ عام 2018 أثناء محاولتهم عبور البحر في رحلات محفوفة بالمخاطر.

سو-جي فان برونارسوم مهاجر نيوز 2024