مستقبل فندق يوغوسلافيا في بلغراد: بين الهدم والحفاظ على التاريخ
مستقبل فندق يوغوسلافيا في بلغراد: بين الهدم والحفاظ على التاريخ
رمز للتقدم والجدل الحالي
يواجه فندق يوغوسلافيا الشهير في بلغراد مصيراً غامضاً، حيث يتأهب للهدم المحتمل وسط جدل متزايد حول أهميته التاريخية وإمكانات التطوير العقاري. كان الفندق، الذي يُعتبر رمزًا للتقدم في يوغوسلافيا الاشتراكية، منارة ثقافية شهيرة استضافت العديد من الشخصيات البارزة من مختلف أنحاء العالم.
تاريخ فخم وذكرى مؤلمة
افتتح الفندق أبوابه في عام 1969، وكان يتسم بالفخامة حيث ضم واحدة من أكبر الثريات في العالم المصنوعة من 40,000 كريستال سواروفسكي و5,000 مصباح. استقبل الفندق زعماء عالميين مثل الملكة إليزابيث الثانية ورؤساء الولايات المتحدة السابقين ريتشارد نيكسون وجيمي كارتر، إضافة إلى رواد الفضاء مثل نيل أرمسترونغ. ومع ذلك، تعرض الفندق لأضرار جسيمة خلال قصف حلف شمال الأطلسي عام 1999 بسبب التدخل العسكري الناتج عن الحملة الصربية ضد الانفصاليين الألبان في كوسوفو. منذ ذلك الحين، انخفضت حالة الفندق، حيث شوهت واجهته البيضاء المتألقة بالخرسانة المتساقطة والجرافيتي، بينما تنتشر الحطام في داخله.
جدل بين الهدم والتجديد
في ظل النمو السريع للعاصمة وانتشار المباني الشاهقة، تختلف الآراء حول مصير الفندق. يرى البعض أنه يجب الحفاظ على هذا الأثر التاريخي، بينما يتطلع الآخرون إلى الفرص التنموية التي يمكن أن توفرها أراضيه. وقد أعلن مستثمرون في القطاع الخاص عن خطط لهدم الفندق وبناء برجين بارتفاع 150 مترًا يتضمنان فندقاً فاخراً ومكاتب وشقق سكنية. بينما يدافع المتحدث باسم المستثمرين، زيفوراد فاسيتش، عن خطط الهدم بدعوى الأضرار التي لحقت بالفندق خلال الحرب وأنه لم يعد يتناسب مع المعايير الحالية في صناعة الضيافة، يعرب المهندس المعماري ماتيجا زلاتانوفيتش عن قلقه بشأن التأثير السلبي لبناء هذه الأبراج على المنطقة.
احتجاجات ونداء للحفاظ على التراث
بينما يواصل الجيران التعبير عن معارضتهم للهدم، تنظّم بعض الجماعات احتجاجات أسبوعية، مؤكدين أن فندق يوغوسلافيا يمثل جزءاً كبيراً من تراثهم وتاريخهم الثقافي. وفي هذا السياق، أكدت سفيتلانا غوجون، إحدى المحتجات، على أهمية الفندق، حيثُ قالت: "الجميع مرتبطون بهذا الفندق. العالم كله يعرف عنه، والآن سنسمح لشيء من هذا القبيل بالاختفاء؟" يظل مصير فندق يوغوسلافيا غامضًا، حيث يواجه ضغطًا كبيرًا من قبل المستثمرين الذين يرغبون في إعادة تطوير المنطقة، بينما يتشبث السكان المحليون بتراثهم التاريخي والثقافي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً