مشروعات الطاقة الكهرومائية تهدد قلب أوروبا الأزرق

قلب أوروبا الأزرق: حربٌ على الطاقة الكهرومائية 🌊

نيريتفا: شريان الحياة في خطر

تُعدّ منطقة جبال الألب الدينارية في البوسنة والهرسك، حيث ينبع نهر نيريتفا، من أجمل المناطق الطبيعية في أوروبا. يشتهر النهر بجمال مياهه الزرقاء وبيئته الغنية التي تضمّ أنواعاً نادرة من الكائنات الحية، مثل سمك السلمون المرقط الرخامي، والضفدع الأصفر البطني، والسلمندر الأعمى. يُعتبر هذا النهر، بطوله 225 كيلومتراً، شرياناً بيئياً حيوياً لأوروبا، لكنه مُهدد الآن بمشروعات الطاقة الكهرومائية التي تنتشر على امتداد مجراه.

السدود: تهديد للتنوع البيئي

وفقاً لمركز البيئة في البوسنة، هناك أكثر من 50 مشروعاً للطاقة الكهرومائية مخطط على امتداد نهر نيريتفا وروافده. تشكل هذه المشروعات، وخاصةً في المناطق العليا من النهر، خطراً كبيراً على التنوع البيئي. فبناء السدود يُعيق تدفق المياه ويُغير من النظام البيئي، مما يُهددّ حياة الكائنات التي تعتمد على هذه البيئة.

معركةٌ من أجل الإنقاذ

اجتمع أكثر من 60 عالماً من 17 دولة في «أسبوع نيريتفا العلمي» لدعم حملة إنقاذ نهر نيريتفا. يُحذر العلماء من أنّ هذه المشروعات قد تُؤدي إلى عرقلة دورة تكاثر سمك السلمون ذي الفم اللين، مما يهدد بانقراضه. تُعتبر منطقة نيريتفا هي آخر المناطق التي تُمكن أن تُوفر بيئة مناسبة لتكاثر هذا النوع.

معضلة الطاقة المتجددة

مع تزايد الطلب على الطاقة المتجددة، تُنظر إلى منطقة البلقان، الغنية بالأنهار غير المستغلة، كمنطقة واعدة لبناء مشروعات الطاقة الكهرومائية. لكنّ العلماء والمدافعين عن البيئة يطالبون بتحقيق توازن بين الحاجة إلى الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة، داعين إلى تحديد مناطق محظورة لبناء السدود لحماية التنوع البيئي.

نموذج اقتصادي بديل

تُوفر الأنهار الحرة فرصاً اقتصادية جديدة من خلال السياحة البيئية، مثل التجديف وصيد الأسماك والتخييم. يمكن أن تُحقق هذه النشاطات عوائد اقتصادية أفضل من بناء السدود، كما تُساهم في الحفاظ على التنوع البيئي والمناظر الطبيعية.

نداءٌ للإنقاذ

من المهمّ جداً الحفاظ على نهر نيريتفا، آخر المناطق التي لا تزال محافظة على جمالها الطبيعي. تُعتبر منطقة نيريتفا هبة لأوروبا وللأرض، لذلك يجب أن نُحافظ عليها ونُحافظ على نبض قلب أوروبا الأزرق.