منوبة: المحطة الفولطاضوئية بمعهد حنبعل طبربة تثبت نجاعة طاقية هامة وتطلّع إلى الإسراع في تشغيل المحطّات الجاهزة

نجاعة طاقية هامة: محطة فولطاضوئية بمعهد حنبعل بطبربة تُثبت فعاليتها

محطة فولطاضوئية ذاتية الإنتاج في معهد حنبعل بطبربة:

أثبتت محطة الإنتاج الذاتي الفولطاضوئية التي تم تركيبها بمعهد حنبعل الثانوي بمدينة طبربة، الواقعة بولاية منوبة، نجاعتها بوضوح. سجّلت المحطة انخفاضاً ملحوظاً في تكلفة استهلاك الطاقة الكهربائية بالمعهد، مما أدى إلى تحقيق “صفر استهلاك” صافٍ للكهرباء شهرياً. قبل تركيب هذه المحطة، كانت تكلفة استهلاك الكهرباء في المعهد تتجاوز 14 ألف دينار سنوياً. بدأ تشغيل المحطة في شهر مارس الماضي، كجزء من برنامج الانتقال الطاقي في المؤسسات العمومية، والذي تشرف عليه الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة.

برنامج الانتقال الطاقي في المنشآت العمومية:

تم تركيب محطة الطاقة الشمسية في معهد حنبعل بطبربة، بقدرة 28 كيلوواط. وتُخطط الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة لتركيب محطات مشابهة بقوة إجمالية تبلغ 1 ميغاواط في 55 مبنى تابعاً للمعاهد والمدارس في جميع أنحاء البلاد. بدأ تطبيق هذا البرنامج في شهر مارس الماضي، ويركز بشكل أساسي على المؤسسات العمومية التي تُظهر زيادة ملحوظة في تكلفة استهلاك الطاقة الكهربائية. يُهدف البرنامج إلى تخفيف حجم استهلاك الكهرباء في المؤسسات التربوية، والجامعات، والمستشفيات.

نجاعة المحطة واستجابتها لاحتياجات المعهد:

أثبتت تجربة معهد حنبعل بطبربة، والتي يتم مراقبتها بشكل دوري جنباً إلى جنب مع تجارب أخرى في المرحلة التجريبية، نجاعة عملية في تقليل فاتورة الكهرباء. ساهمت المحطة بشكل فعال في ضمان تزويد المعهد بالطاقة بشكل مستمر، مما سمح له بالعمل في ظروف جيدة. تتكون المحطة من 51 لوحة شمسية، وهي مناسبة لمساحة المعهد الواسعة التي تبلغ 2.5 هكتار، والتي تضم 36 قاعة تدريس، و17 مختبراً، وملعباً رياضياً، ومبيتاً مدرسياً يحتوي على مطبخ ووسائل تسخين وتبريد تتطلب طاقة كبيرة.

التجاوب الإيجابي على مستوى ولاية منوبة:

لقد حفّزت النجاحات التي حققتها محطة معهد حنبعل المؤسسات التربوية الأخرى في ولاية منوبة. تضم هذه المؤسسات معاهد خالد بن الوليد، ومعهد البطان، ومعهد وادي الليل، ومعهد بن منظور برج العامري. تم تركيب محطات الطاقة الشمسية في هذه المعاهد، ويتم العمل حاليًا على تشغيلها بأسرع وقت ممكن. تقوم مصالح فرع الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) بمنوبة بتصحيح بعض الخلل في تركيب بعض المحطات، وتم الانتهاء من إجراءات معظمها. تُباشر الشركة حاليًا عملية الاستلام النهائي للأعمال بعد إتمام المقاولة لكافة الإجراءات الإدارية المعمول بها.

الاستثمار في الطاقة الشمسية في مؤسسات تعليمية جديدة:

لقد تمّ حلّ مشكلة ديون المؤسسات التربوية المعنية لدى فرع الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) بمنوبة، لضمان تسريع عملية إنجاز وتشغيل المحطات في أفضل الظروف. وتُخطط الستاغ لتنفيذ مشاريع طاقة شمسية في 7 مبان تربوية جديدة في ولاية منوبة. تُشمل هذه المبانِ مقر المندوبية الجهوية للتربية، والفرع الجهوي للتكوين وتطوير الكفاءات، والمعاهد الثانوية أسد ابن الفرات، وابن أبي ضياف، والامتياز، وإعدادية المتنبي، وإعدادية شباو. تمّ إصدار طلب عروض لتنفيذ هذه المشاريع خلال الصيف الماضي.

التوسّع الوطني لبرنامج الانتقال الطاقي:

تُشكّل هذه المشاريع جزءاً من برنامج الانتقال الطاقي الوطني الذي يهدف إلى تحويل المؤسسات العمومية إلى مصادر الطاقة المتجددة. بدأ تنفيذ عقود لتركيب 10 ميغاواط من الطاقة الشمسية في 123 مؤسسة عمومية. وسيتمّ إبرام عقود مع شركات تركيب خلال هذه الفترة لتركيب محطات طاقة شمسية بقوة 15 ميغاواط في أكثر من 150 مؤسسة عمومية جديدة. ستصل الطاقة الإجمالية لهذه المشاريع إلى أكثر من 30 ميغاواط موزعة على أكثر من 300 مؤسسة عمومية.

فوائد الاستثمار في الطاقة الشمسية:

أظهرت الدراسات أهمية ونجاعة أنظمة إنتاج الكهرباء الذاتية من الطاقة الشمسية الفولطاضوئية في المؤسسات العمومية. يهدف هذا البرنامج إلى تشجيع القطاع العام على الاستثمار في مشاريع الكفاءة الطاقية، وتخفيف تكلفة استهلاك الطاقة الكهربائية، وذلك من خلال تحويل تكلفة الكهرباء المدرجة في ميزانيات المؤسسات التربوية لتُخصص لدعم البنية التحتية، وتجنب تراكم ديون الكهرباء.

دعم ألماني للبرنامج:

يتمّ تنفيذ برنامج الانتقال الطاقي بدعم مالي وفني من ألمانيا، من خلال قرض من البنك الألماني للتنمية بقيمة 160 مليون دينار، ومساعدة من صندوق الانتقال الطاقي والوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة. يُساهم البرنامج في تحقيق الأهداف الوطنية للانتقال الطاقي، والرامية إلى تنويع مصادر الطاقة، وتعزيز استخدام الطاقات المتجددة في جميع القطاعات، وتقليص استهلاك الطاقة الأولية بنسبة 35٪ بحلول عام 2030.