هاريس تتعهد بمواجهة جشع ملاك العقارات.. هل هم سبب ارتفاع الإيجارات؟

ارتفاع الإيجارات في الولايات المتحدة: هل ملاك العقارات من الشركات هم السبب؟

وعد هاريس بمواجهة جشع ملاك العقارات

خلال السباق الانتخابي الأخير، تعهدت نائبة الرئيس الأمريكية كامالا هاريس بمواجهة ارتفاع تكاليف الإسكان، واعدة بتقديم مساعدات لـ مشترو المنازل لأول مرة، وخطط لتشجيع بناء مساكن جديدة. لكن هاريس ذهبت إلى أبعد من ذلك، ووجهت اتهامًا صريحًا لـ "ملاك العقارات من الشركات" بالاستغلال ورفع أسعار الإيجار.

وفقًا لبيانات تعداد الولايات المتحدة، ينفق حوالي نصف الأسر المستأجرة أكثر من 30% من دخلهم على الإيجار، مما يضعهم تحت ضغط هائل. تُشير هاريس إلى أن شراء العقارات من قبل شركات يساهم في ارتفاع الإيجارات، لكن لا يوجد إجماع على مدى تأثير هذه الشركات على السوق.

تحليل تأثير شراء الشركات للعقارات

تستند هاريس في حجتها إلى حقيقة أن العديد من المجتمعات تشعر بأنها مُستغلة من قبل مستثمري وول ستريت. ووجد تحليل أن زيادات الإيجار تتجاوز نمو الأجور في المدن التي تشهد نشاطًا كبيرًا من قبل الشركات المستثمرة في شراء العقارات.

ومع ذلك، يبقى من الصعب قياس تأثير هذه الشركات على سوق الإسكان بشكل دقيق، نظرًا لأنها تشكل نسبة صغيرة من السوق. لا يزال طلب المستثمرين على المنازل يؤدي إلى زيادة الأسعار، لكن هذا لا يعني أنهم هم السبب الوحيد في ارتفاع الأسعار.

أرقام ومعلومات مهمة

• 71% من العقارات القابلة للإيجار مملوكة لأفراد وليس شركات.
• 16% من العقارات مملوكة لشركات، مثل الكيانات ذات المسؤولية المحدودة وشركات العقارات وصناديق الاستثمار العقاري.
• 3% من المنازل في الولايات المتحدة مملوكة لمستثمرين كبار (أكثر من ألف عقار).
• في بعض المدن، بلغت حصة المستثمرين الكبار 27% (أتلانتا) و 22% (جاكسونفيل) و 20% (شارلوت).

ارتباط ارتفاع الإيجارات بالمستثمرين: السبب أم المصادفة؟

في بعض المدن التي تشهد نشاطًا استثماريًا كبيرًا، ارتفعت أسعار الإيجار بسرعة أكبر من نمو الأجور. ومع ذلك، يُشير الخبراء إلى أن المستثمرين يميلون إلى اختيار الأسواق التي ترتفع فيها الإيجارات بالفعل، لا أنهم هم السبب في الارتفاع.

قضية انتخابية مهمة

تُظهر استطلاعات الرأي اهتمامًا كبيرًا من قبل المستأجرين بمشاكل الإسكان، حيث تُشير إلى أن ارتفاع تكاليف الإيجار هي القضية الاقتصادية الأكثر أهمية بالنسبة لهم. في المقابل، تجنب الرئيس السابق دونالد ترامب موضوع ملكية الشركات للعقارات في حملته الانتخابية، لكن حزب الجمهوري قدّم خططًا للدعم الضريبي لمشتري المنازل الأول مرة.

تباطؤ عمليات شراء المنازل من قبل المستثمرين

شهد عامي الوباء تباطؤًا في عمليات شراء المنازل من قبل المستثمرين الأفراد، بينما ارتفعت عمليات الشراء من قبل الشركات بشكل ملحوظ. ومع ارتفاع أسعار الفائدة، تباطأت عمليات الشراء بشكل عام، مما خفض جاذبية الاستثمار في العقارات.

أسباب أخرى لارتفاع الإيجار

إلى جانب ملكية الشركات للأراضي، هناك أسباب أخرى لارتفاع الإيجار، منها:

• نقص الوحدات المتاحة: انخفض عدد المنازل العائلية قيد الإنشاء بشكل كبير بعد الأزمة المالية في عام 2008، ولا يزال البناء عند مستويات منخفضة.
• معدل الشواغر الإيجارية: وصل معدل الشواغر الإيجارية في عام 2021 إلى أدنى مستوى له منذ الثمانينيات، و على رغم تحسّنه منذ ذلك الحين، فإنه لا يزال عند مستويات منخفضة.

خلاصة

تُشير الأدلة إلى وجود ارتباط بين نشاط شركات ملكية العقارات و ارتفاع أسعار الإيجار، ولكن يبقى من الصعب التأكيد على أنه السبب المباشر في الارتفاع، و هناك أسباب أخرى مُحتملة.

تُعتبر قضية الإسكان من المشاكل المهمة التي تُواجه الولايات المتحدة، و سوف تستمر في الظهور كقضية انتخابية مهمة في السنوات المقبلة.