هاني العمري لـ«الشرق الأوسط»: أعدّها وقفة مع الذات ومع وطني لبنان
هاني العمري: "بيروت ما عرفتا" ... وقفة مع الذات ومع وطني لبنان
في أعقاب الانفجار المُدمّر الذي ضرب بيروت عام 2020، أطلق الفنان اللبناني هاني العمري أغنية "بيروت ما عرفتا"، معبراً عن حزنه وقلقه على مدينة تُعاني من ويلات الحروب والصراعات. لكن الأغنية لم تتوقف عند حدود الحزن، بل حاولت أن تُعيد إحياء روح مدينة بيروت وتاريخها المُشرّف.
أسلوب فني جديد: مزيج من الغناء والشعر
ما يميّز أغنية "بيروت ما عرفتا" هو أسلوبها الفني الفريد الذي جمع بين الغناء وإلقاء الشعر. كتب كلمات الأغنية الشاعر والنحّات رودي رحمة، الذي صاغها في قصيدة حزينة مؤثرة. وقد تعاون العمري مع رحمة لتقديم الأغنية بصورة جديدة، حيث يقوم رحمة بقراءة قصيدته بينما يُغني العمري باللحن. هذا المزيج الفني يُضفي على الأغنية طابعاً مميزاً، ويمتاز بأسلوب أدائه المُلفت.
تأمّل في مُجريات الأحداث: بيروت مُغربة عن نفسها
يتحدث هاني العمري عن الأغنية وكيف نشأت: "كنا نجتمع على مائدة غداء في إحدى المناطق اللبنانية، رودي وأنا وعدد من الأصدقاء. وفجأة صدح صوت رحمة يلقي كلمات قصيدة هزّت مشاعري. استوقفني كلامها المختلف، وطلبت منه أن يعيد تلاوتها. عندها ومن دون أن أشعر قمت بتلحينها ارتجالياً في الوقت نفسه".
ويُوضّح العمري كيف أنّ بيروت تُعاني من تغيرات جذرية جعلتها غريبة عن نفسها، مشيراً إلى أنّ الأغنية تُعبّر عن هذا الشعور المُرّ: "وضع رودي رحمة كلمات هذه الأغنية (بيروت ما عرفتا) في ذكرى انفجار بيروت. ولكن مدينتي، اليوم، أيضاً لم أستطع أن أتعرّف إليها. فالعتب بكلام رودي كان كبيراً ومؤثراً، متسائلاً عن سبب التخلّي عن بيروت."
رسالة وطنية: بيروت رمز للصمود
لا يقتصر دور أغنية "بيروت ما عرفتا" على التعبير عن الحزن، بل تُشكل أيضاً صرخة أمل وتحدٍّ. يُؤكد هاني العمري على أنّ الأغنية الوطنية تُعبّر عن أحلامنا ومخاوفنا، وتُسلّط الضوء على ملامح وطننا: "هذه الملامح تحمل مراتٍ أحلامَنا تجاه وطننا، ومراتٍ أخرى ترسم صدماتنا وهواجسنا".
ورغم كل المعاناة والتحديات، يؤكد العمري على صمود لبنان وقدرته على تجاوز الأزمات: "لا أحب التشاؤم أبداً، ونحن اللبنانيين نؤمن بقوة ببلدنا لبنان وقدرته على الصمود. لقد عصفت بنا الحروب أكثر من مرة، لكننا لم نستسلم أو نحبط لمصير مجهول. اليوم أيضاً نعيش نفس طبيعة المصير، ولكننا نتمسك بالأمل. ولا بدّ أن نتجاوز كل هذه المخاطر قريباً من دون شك".
ويختتم هاني العمري حديثه: "حبّي لبلدي لبنان لا يوازيه أي حب آخر، لذلك لا أستطيع التخلّي عنه أبداً، فأنا متمسك بأرضي وجذوري، وإلا فلن أستطيع إكمال مسيرتي الفنية".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً