هبوط خام برنت وسط ترقب السوق مسار سعر الفائدة

شهدت أسعار النفط الخام تقلبات كبيرة هذا الاثنين، حيث يترقب المستثمرون مؤشرات إضافية حول المسار المحتمل لأسعار الفائدة الأمريكية في أعقاب التصريحات الحذرة من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، على الرغم من ظهور دلائل على تباطؤ التضخم.

تراجع سعر خام برنت إلى 83.96 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 3:10 مساءً بتوقيت جرينتش، في حين ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 5 سنتات إلى 80.11 دولارًا للبرميل. أعرب مايكل بار، نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشؤون الإشراف على المؤسسات المالية، عن خيبة أمله إزاء بيانات التضخم الأمريكية خلال الأشهر الأولى من عام 2024، مشيرًا إلى أنها لا توفر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأدلة اللازمة لتخفيف السياسة النقدية. من جانبه، قال رافائيل بوستيك، رئيس فرع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، إن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يصبح البنك واثقًا من أن التضخم في طريقه إلى تحقيق الهدف البالغ 2%.

ظلت تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة مرتفعة منذ يوليو 2022 في محاولة لكبح جماح التضخم، وأصبح توقيت خفض أسعار الفائدة، الذي يمكن أن يحفز النمو الاقتصادي والطلب على النفط، محل تركيز كبير. لم تبد السوق قلقًا بشأن حالة عدم اليقين السياسي في دولتين رئيسيتين منتجتين للنفط بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية وتأجيل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارته إلى اليابان بسبب مشاكل صحية للملك سلمان. من المتوقع ألا تتأثر السياسة النفطية الإيرانية بالرحيل المفاجئ للرئيس، حيث يتمتع الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالسلطة المطلقة ويتولى اتخاذ القرار النهائي في جميع شؤون الدولة. ووفقًا لسول كافونيك، محلل شؤون الطاقة لدى إم إس تي ماركتس، فإن السوق في المملكة العربية السعودية معتادة بالفعل على قيادة ولي العهد لقطاع الطاقة، ومن المتوقع استمرار الإستراتيجية السعودية بغض النظر عن هذه المسألة الصحية.

ومن المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون باسم مجموعة أوبك+، في الأول من يونيو. وقال وارن باترسون، رئيس إستراتيجية السلع الأساسية في آي إن جي، "لا تزال سوق النفط محصورة في نطاق محدود إلى حد كبير، ودون أي محفز جديد، سيتعين علينا على الأرجح الانتظار حتى تتضح الصورة بشأن سياسة إنتاج أوبك+ من أجل الخروج من هذا النطاق". وأضاف أن "السوق تبدو غير مهتمة بشكل متزايد بالتطورات على الجبهة الجيوسياسية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الكمية الكبيرة من الطاقة الفائضة التي تمتلكها أوبك". وأظهرت البيانات أن صادرات النفط الخام من المملكة العربية السعودية ارتفعت للشهر الثاني على التوالي في مارس، لتصل إلى أعلى مستوياتها في تسعة أشهر. وفي روسيا، تعرضت مصفاة سلافيانسك لتكرير النفط في منطقة كراسنودار لأضرار بعد هجوم بطائرة مسيرة في نهاية الأسبوع.