هل أصبح الدولار الأمريكي في خطر بعد توسع "بريكس"؟
هل أصبح الدولار الأمريكي في خطر بعد توسع "بريكس"؟
ظل الدولار الأمريكي العملة المسيطرة عالمياً لعقود، لكن محاولات الحد من نفوذه وتأثيره في المعاملات التجارية الدولية تزداد مع مرور الوقت. مع توسع تكتل "بريكس" ليشمل الإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا، إلى جانب الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، بدت روسيا متفائلة بتنامي نفوذ التكتل، متوقعة أن يكون "المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي العالمي في المستقبل القريب بفضل حجم اقتصاداتها وإقبال المزيد من الدول على الانضواء تحت لوائه."
هل تشهد هيمنة الدولار الأمريكي تراجعاً؟
تهدف روسيا من خلال استضافة قمة "بريكس" الموسعة في قازان إلى التأكيد على عدم نجاح جهود الولايات المتحدة والدول الغربية في عزلها اقتصادياً، وحشد الدول الأخرى معها لإعادة ترتيب المنظومة المالية الدولية وإنهاء نفوذ الدولار الأمريكي. ورغم ذلك، فإنه لا تزال حصة الدولار الأمريكي في الاحتياطي النقدي العالمي كبيرة، حيث بلغت 58.22% خلال الربع الثاني من عام 2024، وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي.
تزايد استخدام عملات "غير تقليدية"
يُلاحظ تراجع حصة الدولار من الاحتياطي النقدي الدولي في السنوات الأخيرة، لكن هذا التراجع لم يكن لصالح عملات رئيسية أخرى مثل اليورو والجنيه الإسترليني، بل زادت نسبة الاحتياطي من عملات تُوصف بـ "غير تقليدية"، مثل الرنمينبي الصيني والدولار الأسترالي والوون الكوري الجنوبي والدولار الكندي.
تحديات أمام "إلغاء الدولرة"
تواجه محاولات تقليل الاعتماد على الدولار في المعاملات التجارية بين الدول تحديات عدة. "إلغاء الدولرة" في الاقتصاد العالمي يحتاج إلى توافق واسع النطاق بين مصدرين ومستوردين ومؤسسات مالية عالمياً، وهو أمر صعب التحقيق في المدى القريب.
"بريكس" تسعى لخلق بديل
تسعى دول "بريكس" إلى دعم آليات جديدة للدفع عبر الحدود لتوسيع المدفوعات غير المرتبطة بالدولار. وتُشير دراسة صادرة عن المجلس الأطلسي إلى انضمام 62 مشاركاً بشكل مباشر في المنظومة الصينية للدفع المصرفي عبر الحدود المعروفة بـ "CIPS" خلال الفترة من يونيو 2023 إلى مايو 2024، مما يمثل زيادة بنسبة 78%، وبذلك تضم المنظومة 142 مشاركاً بشكل مباشر و 1,394 مشاركاً بشكل غير مباشر.
عملة مشتركة لدول "بريكس": هل هي ممكنة؟
فكرة عملة مشتركة لدول "بريكس" لا تزال مجرد اقتراح، ولا يوجد توافق عليها أو آلية واضحة لتطبيقها. رغم نجاح العملة الأوروبية الموحدة "اليورو"، فإن التباين بين اقتصادات "بريكس" يجعل مقترح العملة المشتركة غير عملي.
مستقبل الدولار الأمريكي
لا تزال هيمنة الدولار الأمريكية على التجارة الدولية والتمويل مستمرة، لكن هناك مخاوف من أن تعطي العقوبات المالية الأمريكية لدول أخرى دفعة للبحث عن بديل للدولار، مما يقوض هيمنته على المدى البعيد. يتوقع الخبراء أن يظل الدولار يلعب دوراً محورياً في الاقتصاد العالمي خلال الأعوام المقبلة، رغم التحديات.
خلاصة القول
في غياب بديل قوي للدولار، فإنه سيظل "ملك العملات" في مأمن. ومع ذلك، فإن محاولات تقليل الاعتماد على الدولار تزداد بشكل ملحوظ، مما قد يشكل تحديًا حقيقيًا لهيمنته في المستقبل.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً