هل الأمور بخير في المكسيك؟..مقتل قس داعية للسلام في ولاية تشياباس حيث تنشط عصابات الإجرام
مقتل قسّ يدعو للسلام في المكسيك: "لا ينبغي لهم أن يقولوا إن كل شيء على ما يرام"
أندريس مانويل لوبيس أوبرادور يتحدى مجددًا
أُعدم رجل دين يدعو للسلام على يد عصابات إجرامية، مُثيرًا موجة من الحزن والغضب في المكسيك. فقد قتل القسّ الكاثوليكي مارسيلو بيريس، وهو شخصية مكسيكية بارزة، في ولاية تشياباس جنوب المكسيك، وهي منطقة تعاني من عصابات المخدرات. وأشار العديد من السكان إلى أن مقتل القسّ بيريس يعكس الظروف المأساوية في ولاية تشياباس، حيث أُجبر العديد من الأشخاص على مغادرة منازلهم هربًا من عنف عصابات المخدرات.
شارك العديد من الأشخاص في تشييع جنازة القسّ بيريس الذي قتل يوم الأحد بالقرب من مدينة سان كريستوبال دي لاس كاساس. وتجمع المئات يوم الاثنين حداداً عليه، في ولاية تشياباس تحديداً في سان أندريس لارينزار. وأُقيم له قداس باللغة الإسبانية وبلغة تسوتزيل، وهي اللغة الأصلية التي كان يتحدث بها.
نشاط القسّ للعمل من أجل السلام
كان بيريس ناشطًا في الدفاع عن الشعوب الأصلية والعاملين في المزارع ومن أجل السلام. خدم مجتمعه لعقدين من الزمان وكان معروفًا كمفاوض في الصراعات في منطقة جبلية في تشياباس حيث تنتشر الجريمة والعنف والنزاعات على الأراضي. كما قاد العديد من المسيرات ضد العنف، مما جلب له عدة تهديدات بالقتل.
تهديدات لم تُعر أهتمامًا
كان بيريس (50 عامًا) يتلقى تهديدات متكررة، لكنه مع ذلك استمر في العمل كناشط سلام. وقال المدافعون عن حقوق الإنسان إن بيريس لم يتلق الحماية الحكومية التي يحتاجها.
وكتب مركز فراي بارتولومي دي لاس كاساس لحقوق الإنسان: "لقد أصررنا لسنوات على أن تعالج الحكومة المكسيكية التهديدات والاعتداءات ضده، لكنها لم تنفذ قط تدابير لضمان حياته وأمنه ورفاهته.".
وقال مركز الحقوق: \"كان الأب مارسيلو بيريس موضوع تهديدات واعتداءات مستمرة من جانب جماعات الجريمة المنظمة\"، وأضاف أن مقتله \"وقع في سياق تصعيد خطير للعنف في جميع مناطق تشياباس\".وقالت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم إن "التحقيقات جارية". أما مكتب المدعي العام فقال إن القسّ بيريس قُتل برصاص مسلحين عندما كان في شاحنته، بعد أن انتهى من الاحتفال بالقداس.
من أغضب عصابة المخدرات ؟
وبينما لم تتوفر معلومات فورية عن القتلة، فإن جهود السلام التي بذلها القسّ بيريس ربما أغضبت إحدى عصابتي المخدرات اللتين تتقاتلان حاليًا من أجل السيطرة على تشياباس.
على مدى العامين الماضيين على الأقل، كانت عصابتا سينالوا وخاليسكو منخرطتين في معارك دموية على الأرض تؤدي إلى قتل عائلات بأكملها، وتنطوي على إجبار أهل القرى على اتخاذ موقف في النزاع. واضطر المئات من سكان تشياباس للفرار لغواتيمالا المجاورة حفاظا على أرواحهم.
مقتل القسّ بيريس يهدد سياسات شينباوم
إن مقتل بيريس يمثل إحراجًا آخر للحكومة، لأن الجريمة المتعلقة به تأتي إلى جانب استمرار العنف المرتبط بالمخدرات في ولاية سينالوا الشمالية، وقتل الجيش لستة مهاجرين في وقت سابق من هذا الشهر.
تولت شينباوم منصبها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر. وتعهدت باتباع سياسة سلفها ومعلمها الرئيس السابق أندريس مانويل لوبيس أوبرادور بعدم مواجهة عصابات المخدرات، وهي سياسة لم تلقَ نجاحا باهرا.
وقال رئيس أساقفة المنطقة المطران أريسمندي عقب القداس الذي أقيم لبيريس: إن "هذا انعكاس للبلاد بأكملها. ولا ينبغي لهم أن يقولوا إن كل شيء على ما يرام في المكسيك. من فضلكم.". وتابع: "هذه الاستراتيجية لم تنجح".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً