هل انتحل شتاينبك فصولاً من كاتبة شابة؟
هل سرق شتاينبك فصولاً من رواية كاتبة شابة؟
حكاية ظلم أدبي عميق
تدور قصة سانورا باب، كاتبة أمريكية شابة، حول لقاء محتمل مع جون شتاينبك، كاتب “عناقيد الغضب”، في أحد المقاهي عام 1938. كان كلاهما في كاليفورنيا لتوثيق معاناة المهاجرين الذين فروا من “قصعة الغبار” (أعظم كارثة بيئية من صنع الإنسان في تاريخ أمريكا). بينما كان شتاينبك قد تخلى عن روايتين حول هذا الموضوع، تلقت باب استجابة إيجابية من دار نشر “راندوم هاوس” على فصولها الافتتاحية.
التعاون المثير للجدل
كان كلا الكاتبَين على صلة بتوم كولينز، موظف في إدارة الأمن الزراعي، وهي وكالة قدمت المساعدة للمهاجرين. وكان كولينز بمثابة صديق ومصدر معلومات لشتاينبك، بينما كان مرشداً ومشرفاً لباب التي تطوعت لتوثيق ظروف العيش في المخيمات. يُزعم أن باب سلمت كولينز تقاريرها، التي استخدمها شتاينبك لاحقًا في كتابته لـ “عناقيد الغضب”.
روايتان، لكن إرثًا واحدًا؟
أثار هذا الاكتشاف تساؤلات حول مدى تأثير ملاحظات باب على عمل شتاينبك، وأدى إلى دفن روايتها الخاصة. يُذكر أن رواية باب لم تُنشر على الرغم من أنها كانت جاهزة، بينما فازت “عناقيد الغضب” بجائزة “بوليتزر” عام 1940. وقد أُرجعت عدم نشر رواية باب إلى “سوء التوقيت” و”التشابه” مع “عناقيد الغضب”.
معاناة باب والتاريخ المنسية
كشفت السيرة الذاتية الجديدة لسانورا باب، “ركوب كنسمات الريح”، عن قصة معاناة الكاتبة الشابة التي تم تجاهلها في ظل نجاح شتاينبك. تؤكد السيرة على دورها في جمع الملاحظات وتحملها رسالة قوية عن الظلم الذي واجهته. ووفقًا للمؤرخة إيريس غامال دانكل، مؤلفة السيرة، فقد عملت باب مع مجموعة من الكتاب، بما في ذلك راي برادبري، وكان التعاون جزءًا من فلسفتها. ولكنّها لم تتوقع أن يستولي شتاينبك على عملها ويجعل من المستحيل عليها نشر روايتها الخاصة.
هل هي سرقة أم سوء توقيت؟
يُثير هذا الاكتشاف أسئلة حول حدود التعاون الأدبي، وكيفية التعامل مع التشابه بين الروايات. يُشهد على وجود أوجه تشابه قوية بين رواية باب و”عناقيد الغضب”، بما في ذلك استخدام الملاحظات، والوصف المشترك لمعاناة المهاجرين. ومع ذلك، لا يوجد دليل مباشر على سرقة شتاينبك لعمل باب. تُشير دانكل إلى أن منظور شتاينبك للرواية لم يكتمل إلا بعد حصوله على هذه الملاحظات.
أسلوبان مختلفان، إرث واحد
على الرغم من التشابه، فإن روايتي باب و”عناقيد الغضب” تختلفان في الأسلوب والتركيز. فبينما تُظهر “عناقيد الغضب” الظلم الذي واجهه المهاجرون في كاليفورنيا، تُركز رواية باب على معاناة المزارعين في أوكلاهوما. يُعتقد أن كلا الكاتبَين كان لديهما شيء مميز ليقدماه، وأن رفض رواية باب ليس بسبب عدم وجود سوق لها، بل بسبب “سوء التوقيت” و”التمييز” تجاه كاتبة شابة في بداية مسيرتها المهنية.
تُسلط هذه الحكاية الضوء على ظلم الأدبي الذي يمكن أن يحدث، وتُبين أن السوق لا يجب أن يكون متشبعًا لدرجة تمنع الكاتبَين من نشر قصصهما. وتُذكرنا أيضًا بأهمية الاعتراف بالمساهمات المنسية، خاصةً تلك التي تُقدم من قبل النساء، وإعطاء تلك الكتابات فرصة العيش.
ملاحظة: تم تحرير النص وإزالة أي روابط خارجية أو مصادر خارجية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً