هل يؤثر السفر إلى الفضاء على الدماغ؟
تأثير السفر إلى الفضاء على الدماغ: دوار الحركة وتغيرات الدماغ
منذ عقود، أبلغ رواد الفضاء في وكالة ناسا عن أعراض غير عادية خلال رحلاتهم الفضائية، بما في ذلك تدهور حدة البصر، والدوار، والغثيان، وحتى القيء. تُظهر الأبحاث الحديثة أن هذه الأعراض ليست غريبة على رواد الفضاء، بل هي ردود فعل طبيعية للجسم على البيئة الفضائية القاسية.
دوار الحركة الفضائي:
أثبتت مهمة "بولاريس داون" التابعة لشركة "سبيس إكس" أن دوار الحركة هو أحد أكثر الآثار شيوعًا التي يواجهها رواد الفضاء. تُشير الدكتورة آنا مينون، ضابط طبي في المهمة، إلى أن حوالي 60% من الأشخاص الذين يسافرون إلى الفضاء يعانون من دوار الحركة، ويزداد وضوحًا في الأيام القليلة الأولى من الرحلة.
التغيرات في الدماغ:
أكدت مينون أيضًا أن السفر إلى الفضاء يؤثر بشكل كبير على بنية الدماغ. فبسبب انعدام الجاذبية، تتعطل الرسائل التي يرسلها الدماغ إلى الجسم، مما يؤدي إلى أعراض تشبه دوار الحركة، مثل الدوخة والغثيان والقيء.
وتُظهر الدراسات أن الدماغ يمر بتغيرات مادية أثناء السفر في الفضاء، حيث يرتفع قليلاً داخل الجمجمة، وتزداد كمية السوائل التي تحمي الدماغ.
ملاحظات رواد الفضاء:
يشارك سكوت بوتيت، طيار مهمة "بولاريس داون"، تجربته الشخصية، مؤكدًا أن كل أفراد الطاقم عانوا من بعض الأعراض. وأشار إلى أنه شعر بصداع خفيف استمر طوال المهمة، وأكد أن رؤيته تدهورت في الأيام الأولى من الرحلة، لكنها عادت إلى طبيعتها بعد عودته إلى الأرض.
وتؤكد الدكتورة دونا روبرتس، نائب رئيس العلماء في محطة الفضاء الدولية، أن 60-70% من رواد الفضاء الذين يقضون فترات طويلة في المحطة يعانون من تدهور في الرؤية. وتوضح أن تحليلات الرنين المغناطيسي لأدمغة رواد الفضاء قبل الرحلات وبعد عودتهم، لم تُظهر اختلافات كبيرة في تركيب الدماغ بعد السفر إلى الفضاء.
تؤكد هذه الدراسات أن السفر إلى الفضاء له تأثير كبير على جسم الإنسان، خاصة على الدماغ. ويُعد فهم هذه التأثيرات خطوة ضرورية لضمان سلامة رواد الفضاء وإعدادهم بشكل أفضل لمهام فضائية مستقبلية أطول وأكثر تعقيدًا.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً