هل يجتاح وباء ربو صامت قارة أفريقيا؟
وباء صامت يجتاح قارة أفريقيا: ملايين المراهقين يعانون من الربو دون تشخيص
تُظهر دراسة جديدة أن ملايين المراهقين في جميع أنحاء أفريقيا قد يعانون من الربو دون علمهم، لأنهم لم يتلقوا تشخيصًا من طبيب، وبالتالي لا يتلقون العلاج اللازم.
أشارت دراسة نشرت في مجلة "The Lancet" الطبية إلى أن ما يقدر بنحو 12% من المراهقين في ست دول أفريقية يعانون من أعراض الربو الشديدة، بينما لم يتم تشخيص 80% منهم من قبل أخصائي صحي.
ركزت الدراسة على 20 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و 14 عامًا في مدارس تقع في مناطق حضرية في ملاوي وجنوب أفريقيا وزيمبابوي وأوغندا وغانا ونيجيريا.
أظهرت نتائج الدراسة أيضًا أن ثلث الطلاب الذين تم تشخيص إصابتهم بالربو بالفعل ولم يتلقوا علاجًا، يعانون من أعراض شديدة، حيث لم يروا حالتهم خطيرة وكان لديهم معرفة ضعيفة بعلاجات الربو.
أسباب الربو في أفريقيا
تُشير الدراسة إلى أن العوامل البيئية، مثل التغيرات في الطقس وتلوث الهواء، هي محفزات شائعة مرتبطة بتطور الربو. وتُعد المدن الأفريقية بيئةً خصبةً لانتشار الربو، وذلك بسبب التوسع الحضري السريع وارتفاع مستويات التلوث، والتي تُعد من أكبر التحديات التي تواجه القارة حاليًا.
ففي جنوب أفريقيا، على سبيل المثال، ارتبط ارتفاع معدل الإصابة بالربو بارتفاع حالات التهاب الشعب الهوائية، وذلك بسبب اعتماد البلاد على محطات الفحم الملوثة للكهرباء.
من ناحية أخرى، تؤثر أزمة المناخ أيضًا على انتشار الربو، حيث قد تُؤدي الزيادة في تعرض الأطفال المعرضين للخطر للغبار وحرائق الغابات إلى تفاقم الحالة.
تحديات العلاج
تُعد تكاليف العلاج من الربو، حتى بالنسبة للتخفيف قصير الأمد، مرتفعةً في أفريقيا. ففي نيجيريا، تضاعفت تكاليف أجهزة الاستنشاق تقريبًا في العام الماضي وحده، مما يجعلها غير متاحة للكثير من الناس.
من ناحية أخرى، تُعاني بعض البلدان الأفريقية من نقص في أخصائيي الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى صعوبة في تشخيص وعلاج الربو.
الحلول الممكنة
تُركز منظمة الصحة العالمية على ضرورة التحكم في جودة الهواء في المدن لخفض عدد الأشخاص المصابين بالربو.
ويُحث الباحثون الحكومات الأفريقية على زيادة الاستثمار في علاجات الربو، سواء في أدوية الإغاثة طويلة الأجل أو قصيرة الأجل.
ويمكن أن تُعد العيادات المتنقلة التي تزور المدارس وسيلةً فعالةً للغاية للفحص.
الخلاصة
يُعد الربو تحديًا كبيرًا للصحة العامة في أفريقيا، خاصة بين المراهقين. وتُشير الدراسة إلى ضرورة زيادة الاستثمار في التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى تحسين جودة الهواء في المدن.
وتُعد هذه الدراسة بمثابة نداء للاستيقاظ لزيادة الوعي بالربو وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمراهقين في أفريقيا.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً