هل يستفيد المغرب من الارتفاعات القياسية لأسعار الفضة في السوق العالمية؟
هل يستفيد المغرب من ارتفاع أسعار الفضة؟
ارتفاعات قياسية في سعر الفضة على المستوى العالمي، لكن هل يعود الفضل إلى المغرب؟
تُشير وكالة "إيكوفين" المتخصصة في المعلومات الاقتصادية الإفريقية إلى أن المغرب من بين الدول التي قد تستفيد من ارتفاع أسعار الفضة إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2012. وبلغ سعر الفضة 34.25 دولار للأوقية في تداولات يوم الاثنين الماضي في سوق العقود الآجلة ببورصة شيكاغو التجارية. يُعزى هذا الارتفاع إلى توقعات بتضاعف إنتاج المغرب من الفضة، لا سيما بعد توسيع منجم "زكوندر" بتارودانت أواخر يونيو الماضي.
توسع إنتاج الفضة في المغرب
تُشير الوكالة إلى أن الشركة الكندية "أيا غولد أند سيلفر"، المسؤولة عن استغلال منجم "زكوندر"، قد قامت بتوسيعه لرفع الإنتاج بنسبة 36% على الأقل بحلول عام 2023. وبهذا، أصبح المغرب أكبر منتج للفضة في إفريقيا، من خلال هذه الشركة. يتوقع أن ينتج المصنع الجديد للمعالجة، الذي تم افتتاحه في يونيو الماضي، ما بين 2.6 و3.2 مليون أوقية في عام 2024، أي بزيادة 1.9 مليون أوقية مقارنة بعام 2023.
ارتفاع أسعار الذهب والفضة
بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفضة، سجّل سعر الذهب أعلى مستوى قياسي، حيث بلغ 2751.70 دولار للأوقية يوم الاثنين الماضي. يُعزى ارتفاع أسعار الفضة والذهب إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك التوترات الجيو-سياسية في الشرق الأوسط والانتخابات الأمريكية المقبلة. يتوقع المحللون أن يصل سعر الذهب إلى 3000 دولار للأوقية بحلول عام 2025، وأن يرتفع سعر الفضة أيضاً.
هل يستفيد الاقتصاد المغربي؟
يبقى السؤال المطروح حول مدى استفادة المغرب من ارتفاع أسعار الفضة غير واضح. فمن غير المعروف إذا كانت منظومة الاستغلال بالمنجم "زكوندر" أو غيره تُركز على تثبيت الأسعار أو على إخضاعها للسوق الدولية. يُؤكد بعض المهنيين أن الإنتاج المحلي من الفضة يُصدر بالكامل إلى الخارج، مما يمنع التجار وصائغي الفضة من الاستفادة منه. وقد يؤدي ارتفاع سعر الفضة على المستوى العالمي إلى زيادة سعرها في السوق المحلية، مما قد يُجبر المهنيين على الاستيراد بتكاليف باهظة.
أراء الخبراء
يؤكد المهدي فقير، محلل خبير اقتصادي، على أن حجم استفادة المغرب من ارتفاع أسعار الفضة يُحدده نصيب المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن في منجم "زكوندر" والمناجم الأخرى الخاصة باستخراج الفضة. ويُضيف فقير أن ارتفاع أسعار الفضة عالمياً قد لا يرفع من عوائد المغرب من إنتاج الفضة، بالنظر إلى عدم وضوح منظومة الاستغلال. ويُشدد فقير على أن تحقيق أقصى استفادة من ارتفاع أسعار الفضة يتطلب اتخاذ قرار صعب، وهو تأميم هذه المناجم.
يُؤكد إدريس الهزاز، رئيس الفيدرالية المغربية للصياغين، على أن ارتفاع أسعار الفضة عالمياً يُرافقه ارتفاع مضاعف في سعرها على مستوى السوق المغربية. ويُضيف الهزاز أن الكميات الكبيرة المنتجة من الفضة تُصدر بالكامل إلى الخارج، مما يُجبر المهنيين على استيرادها بتكاليف باهظة. ويُشدد الهزاز على ضرورة إتاحة الوصول إلى المواد الأولية لصياغة المجوهرات، وتشجيع خلق ورشات وطنية لصياغة حلي ومجوهرات الفضة في مختلف المناطق المغربية.
الخلاصة
يبقى مستقبل استفادة المغرب من ارتفاع أسعار الفضة غير مؤكد. يعتمد الأمر على مجموعة من العوامل، بما في ذلك منظومة الاستغلال، ونصيب المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، وسياسة الدولة في هذا المجال. وُيُمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الفضة إلى زيادة عوائد المغرب من إنتاجها، ولكن قد لا ينعكس ذلك بشكل إيجابي على الاقتصاد المحلي، خاصة بالنسبة للمهنيين الذين يعتمدون على الفضة في صياغة المجوهرات.
ملاحظة: تم تعديل النصوص دون تغيير المعنى الأصلي وبدون إضافة معلومات جديدة.
ملاحظة: تم استبدال الروابط الخارجية بنصوص بديلة.
ملاحظة: تم استخدام اللغة العربية الفصحى في النصوص.
ملاحظة: تم تنسيق النصوص وتنظيمها بشكل مُناسب.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً