هل يمكن لأفلام الرعب أن تكون مصدرا للراحة بدلا من الخوف؟
هل يمكن لأفلام الرعب أن تكون مصدرا للراحة بدلا من الخوف؟
دواء الخوف الترفيهي: هل يمكن لأفلام الرعب أن تهدئ مشاعرك؟
منذ فترة طويلة، يثير شعور الخوف تساؤلات حول تأثيره على النفس. بينما تُستخدم الأفلام والمسلسلات ذات الطابع الرعب غالباً لإثارة مشاعر القلق والرعب لدى المشاهدين، تُشير بعض الأبحاث إلى أن هذا النوع من الترفيه يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على بعض المشاعر الإنسانية.
دور "مختبر الخوف الترفيهي" في فهم سيكولوجية الرعب
يسعى "مختبر الخوف الترفيهي"، الذي تم إنشاؤه في جامعة آرهوس في الدنمارك، إلى دراسة تأثير "الخوف الترفيهي" على المشاعر الإنسانية. يهدف هذا المختبر إلى فهم أفضل الطرق التي يمكن أن يؤدي بها "الخوف الترفيهي" إلى المتعة وتعزيز التواصل وإيجاد مغزى. يمكن العثور على هذا النوع من الخوف في العديد من الأنشطة، مثل ركوب الأفعوانيات، قراءة مدونات الجرائم الحقيقية، ومشاهدة أفلام الرعب.
أفلام الرعب كـ"دواء": علاقة بين القلق والخوف الترفيهي
يؤكد ماتياس كلاسن، المدير المشارك لمختبر الخوف الترفيهي، أن "هناك حقيقة تجريبية مثيرة للاهتمام تتمثل في كون أفلام الرعب حطمت جميع الأرقام القياسية السابقة من حيث حصة شباك التذاكر أثناء الجائحة."
تشير هذه الشعبية إلى أن الناس يبحثون عن تعبيرات حادة عن الخوف في التلفاز كوسيلة للهروب من الرعب الذي يسببه المجهول في الواقع. ويضيف كلاسن: "لقد وجدنا أن أفلام الرعب يمكن أن تكون "دواءً محتملاً" من خلال استكشاف علاقة بين القلق و"الخوف الترفيهي". يعني هذا أن الأفلام قد تكون وسيلة للتغلب على القلق من خلال تقديم تجارب مخيفة محكومة في بيئة آمنة.
"الصدمات المفاجئة": متعة الخوف
تعتبر "الصدمات المفاجئة" من السمات المميزة لأفلام الرعب، حيث تُحفز هذه اللحظات المفاجئة إطلاق هرمون الأدرينالين لدى المشاهدين. على الرغم من اعتقاد البعض بأن هذه الصدمات مبتذلة، فإنها تؤثر على المشاعر بشكلٍ كبيرٍ.
أجرى كلاسن دراسةً عن التأثير النفسي لهذه الصدمات، ووجد أن حوالي 80% من المشاركين ابتسموا أو ضحكوا بعد مشاهدتهم "الصدمة المفاجئة". تُشير هذه النتائج إلى وجود علاقة مثيرة للاهتمام بين الرعب والفكاهة، وربما الشعور بالراحة.
استجابات فريدة: تأثير الاعتقاد على الخوف
من المهم التأكيد على أن استجابات الخوف ذاتية تمامًا وفريدة من نوعها لكل شخص. لاحظ كلاسن أن الأشخاص الذين يؤمنون بالأمور الخارقة للطبيعة يخافون أكثر عند مشاهدة الأفلام التي تتضمن عناصر خارقة للطبيعة. يعني هذا أن خلفياتنا الشخصية وتجاربنا تؤثر على كيفية تفاعلنا مع "الخوف الترفيهي".
خلاصة: الخوف كطريقة لإعادة التوازن النفسي
تُشير الأبحاث إلى أن أفلام الرعب يمكن أن تؤثر على المشاعر بشكلٍ إيجابيٍ، فقد تُساهم في إطلاق هرمون الأدرينالين والتغلب على القلق. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن هذه الاستجابات ذاتية، وتختلف من شخص لآخر. يمكن أن يكون "الخوف الترفيهي" وسيلةً لإعادة التوازن النفسي، ولكن يجب استخدامه بوعيٍ وفهمٍ لكيفية تفاعلنا معه.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً