1 تشرين الثاني 2024 12:00ص اشتقتُ لقهوة الصباح مع والدتي

اشتياق لقهوة الصباح مع أمي

حنين قلبي إليك

منذ رحيل والدي، لم أرَكِ سوى أيام معدودة في بيروت وباريس. لم تتجاوز مدة رؤيتي لك الأسبوع، ويزداد شوقي في قلبي الحزين. الحرب القاسية والوحشية شتّت عائلاتنا وأخرجت الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ من ديارهم. كيف لا والعدوُّ يَصِفُ نفسه بالفائز وهم ظالمون؟! مع كل هذا، أرجو أن ينالوا العقاب العادل من الله.

أشعر بالأسف الشديد لعدم البقاء معكِ في باريس. فقد صعّب عليّ غياب والدي رحمه الله، خاصة في الفندق حيث قضينا العطلة أنا وياسمين. كانت دخول غرفته، رؤية أشياؤه، عطره، وثيابه تجربة مُؤلمة. التقطت صورة لضمها إلى مجموعتي، والأسى يملأ قلبي. أحاول أن أستمر في الدعاء له، وأتمنى أن يدخل الجنة. أما أنتِ، فأدعو الله أن يُطيل عمركِ، يا شجرةً وارفة الظلال من الثقافة.

الحلم بالعودة

أحلم أن أزوركِ كل يوم أحد في الصباح، وأفاجئكِ برؤيتي. أريد أن أرى السعادة في عينيكِ الخضراوين كأزهار من كل الألوان. أريد أن أقرأ لكِ ما كتبت، وأستمتع بمديحكِ. فلك الفضل في إصراركِ الدائم على مزاولة الكتابة. أنتِ موسوعة أدبية علمية، وأشعر بالفخر لأنكِ أمي.

بإذن الله، سأعود إلى وطني الحبيب عندما تتوقف هذه الحرب. اشتقتُ إليكِ كثيراً. نحن ننتظر المبادرات العالمية، لإنصافنا جميعاً.

العودة إلى الرياض

أمي، أريد أداء العمرة عن روح والدي رحمه الله، ثم سأزور مسجد سيدتنا عائشة رضي الله عنها، وأجدد الإحرام لعمرة ثانية بعد الفجر. هذا حلمي يا رب العالمين.

أحمد الله على اختياره لوالدي في أقدس الأيام، فهذه حكمة من البارئ. لم أكن أتحمل آلامه وأنينه.

أمي، لكِ حقٌّ علينا، فنحن بحاجةٍ إليكِ، أنتِ مدماك أسرتنا. الله مع الصابرين.

عند عودتي بإذن الله، سأزوركِ كل صباح لنتناول القهوة معاً.

الامتنان لأم عظيمة

أنتِ شلال من المعرفة، وشجرةً وارفة الظلال من المعلومات، وتشجيعكِ تاج على الرأس. لقد أنعم الرحمن عليكِ بالخُلق والخَلق. جمالكِ وأناقتكِ وسريرتكِ تبعث البهجة للنظر. كل من يرى صورتكِ يقول بأنكِ حتى اليوم بالحسن والبهاء تتفوقين على الجميع.

أطال الله عمركِ وأمدّكِ بالعافية. عند لقائنا سأقبّل يديكِ بإذنه تعالى، وسنجتمع جميعاً عندكِ بعد الظهر. ستبقى مسيرة والدي وأياديه البيضاء أريجها المسك والرياحين.