22 تشرين الأول 2024 12:00ص الدكتور عبد الحافظ شمص لـ«اللواء»: «يظلُّ الشعر هاجسي والكلمات تتماوج في مخيّلتي.. هذه الحالة المستمرة من الإلهام تجعلني أشعر بالراحة»
رحلة إبداعية مع الدكتور عبد الحافظ شمص: "الشعر هاجسي والكلمات تتماوج في مخيّلتي"
في عالم مُليء بالأصوات المُتناثرة والألوان المُتباينة، يبرز مُبدعون قادرون على صياغة الإبداع بأبسط الكلمات وأعمق المعاني. من بين هؤلاء، يقف الدكتور عبد الحافظ شمص كشاعر موسوعي صاحب لمسة سحرية تأسر القلوب وتعيد تشكيل الحروف لتنسج أروع القصائد. ابن الهرمل، الذي وُلد في بيروت عام 1940، عاش بين صخب المدينة وسكون الريف، ليخلق توازناً فنياً نادراً تجلّى في أشعاره وألحانه.
بداية موهبة مُتأصلة: تأثير البيئة والعائلة
منذ الصغر، كان الدكتور شمص يشعر بالأشياء واللحظات والأمكنة بشكل عميق جدّاً، مما أثار اهتمام أهله وزملائه في المدرسة. هذا الوعي المبكر بالعواطف والأحاسيس المتناقضة، بالإضافة إلى بوادر الموهبة التي بدأت تظهر، تُميّزه عن أقرانه وتجعله يتمرّد على التقاليد السائدة في ذلك الوقت.
لعبت عائلة الدكتور شمص دوراً كبيراً في حياته الأدبية، لا سيّما في مرحلة الطفولة. فقد كانت والدته تُدرِّس القرآن الكريم، وقد ختمه على يدها وهو في السادسة من عمره. هذا الاهتمام الدائم بتعليمّه لم يترك له مجالاً للتفكير في غير ما كان يبدو الأهمّ، وهو دراسته وتحصيله العلمي.
الصراع بين الخيال والواقع: الطريق إلى الإبداع
كان الدكتور شمص يعيش في عالم من الأحلام والمخيّلة التي كانت تنقله إلى مكان يشعر فيه بأنّ العالم كلّه ملك يده. ولكنّه كان يُدرك في الوقت نفسه أنّ الواقع كان يفرض قيوده عليه. هذا الصراع بين خياله والواقع جعله يواجه صعوبات، لكنّه في ذات الوقت جعله يُطَوِّر استراتيجيات تُتيح له تحقيق ما كان يحلُم به.
التطور المهني: من الموسيقى إلى الشعر والأغنية
بعد تخرُّجه من المعهد الوطني للموسيقى في أواخر عام 1956، بدأ الدكتور شمص التدريس في مدارس بيروت والضاحية الجنوبية. وبعد سبع سنوات، عُيّن في ملاك المجلس النيابي كضارب على الآلة الكاتبة، ثم أنهى خدمته كرئيس لمصلحة شؤون المحاضر في المكتب الاستشاري في عام 2004. خلال هذه الفترة، عمل على تطوير مهاراته في الشعر والأدب من خلال الإذاعة اللبنانية، كمُؤلّف ومُلحّن حيث كتب العديد من النصوص التي سُجّلت بأصوات مطربي ومُطربات. هذه التجارب المهنية أكسبته الكثير من الخبرة وساهمت في بلورة موهبتته الشعرية.
التأثير على الحياة الشخصية: "الشعر هاجسي والكلمات تتماوج في مخيّلتي"
الشعر هو جزء لا يتجزأ من حياة الدكتور شمص. في كل دقيقة تمرّ، يظلّ الشعر هاجسه، والكلمات تتماوج في مخيّلتّه. هذه الحالة المستمرة من الإلهام تجعله يشعر بالراحة وتعزّز إبداعه. حتى وإن كانت الأغنية لم تعد تشغله كما في السّابق، فإنّ الشعر يظل نافذته إلى التعبير عن مشاعره ورؤيته للعالم.
المشاريع المستقبلية: "الإبداع ونشر الفرح في قلوب الجميع"
ما زال الدكتور شمص يملك العديد من المشاريع والعناوين المستقبلية، والتي تُضاف إلى إصداراته السّابقة، وهي تسعة عشر ديواناً شعريًّا، وأربعة كُتُب أدب وكتاب "العَروض أحكامُه وأوزانُه" وكتاب "المُعَيصرة". وسيصدُر خلال أيّامٍ قليلة ديوان "سبعون عاماً من الشّعر"، وهناك "أضواء في كلمات", "العلم والعلماء", وتاريخ بلاد بعلبك الهرمل وعشائرها وعائلاتها. هدفه دائماً، الإبداع والابتكار، ونشْر الفرح في قلوب الجميع.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً