24 تشرين الأول 2024 12:00ص سُنّة الكون لا تتغيّر
سُنّة الكون لا تتغيّر
الزمنُ سريعُ الانقضاءِ
تُمرّ الأيامُ سريعًا، وتتوالى الأعوامُ، وتُحملُنا أجنحةُ الزمنِ من الفتوةِ والشبابِ إلى الكهولةِ... وكأنّها لمّا تُحضر لنا ما نُريد، فإنّها تُسرع بالذهاب. وننظر إلى المرأةِ، فنرى شعرها أبيضَ يكسو الفودين، وتظهرُ صلعٌ صغيرةٌ ومستديرةٌ في وسط رأسها، وتُغطي التجاعيدُ وجهها كله.
رحلةُ الحياةِ
قد تجاوزتُ عاميَ الخامسَ والسبعينَ، والحمدُ لله، لقد بدأتُ أدفعُ ثمنَ هذهِ الرحلةِ الطويلةِ من العمرِ. أشكر اللهَ على صحةِ العقلِ والذاكرةِ، وعلى رعايةِ الأصدقاءِ الأوفياءِ.
الكتابةُ العربيةُ
قلتُ لابني الوحيدِ، جاد، المقيمِ في بلادِ العمِ سام، إنّ اللغةَ العربيةَ هي أختُهُ الوحيدةُ المدلّلةُ، وعليهِ، مهما زاولَ من أعمالٍ، أنْ يُحبها ويحسنها وينهض بها، للمساهمةِ في خدمةِ العروبةِ الحضاريةِ والوطنِ والإنسانيةِ جمعاء.
مُتاعبُ الشيخوخةِ وحسناتهاِ
للشيخوخةِ متاعبٌ وضرائبُ حياةٍ موجعةٌ، لكنها تمتلكُ أيضًا حسناتٍ. فالشيوخُ ينعمون بالسلامِ الداخليِ واحترامِ الناسِ، والأصحاءُ منهم يقومونَ في الصيفِ أو في الشتاءِ برحلاتٍ جماعيةٍ يزورونَ فيها البلادَ الدافئةَ ذاتَ الشواطئِ الرمليةِ الناعمةِ والمناظرَ الخلابةِ، أو الجبالَ الشاهقةَ المكسوةَ بالثلوجِ الدائمةِ ليروا ما فيها من غاباتٍ كثيفةٍ ووحوشٍ مفترسةٍ وجوارحٍ كاسرةٍ.
قبولُ الواقعِ
هذهِ سُنّةُ الكونِ لا تتغيّرُ ولا تتبدّلُ، ولا تصلحها معدّاتُ التجميلِ إلّا إلى حين. وما دامَ الأمرُ كذلك، فلماذا لا نقبلُ بالواقعِ، ونُدير الأمورَ سيرها الطبيعيّ، ونُعيش كلّ مرحلةٍ من حياتنا بما يلائمها؟ فللفتوةِ فرحها ومرحها ومزاجها البريء، وللشبابِ رونقُه وقوّتُه وجماله، وللشيخوخةِ رزانتها ومهابتها وعزمها.
أستاذ في المعهدِ العاليِ للدكتوراه
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً